TNE: رؤية 2030 جوفاء ولا معنى لها
السعودية اليوم/ ترجمة خاصة
قال موقع The New European، إن رؤية المملكة العربية السعودية التي يتم تسويقها في جميع أنحاء العالم اليوم، هي ثورة حضارية تضع البشر أولا على أساس تغيير جذري في التخطيط الحضري.
ويستدرك الموقع البريطاني في مقالة كتبتها، “CLÁR NÍ CHONGHAILE” بأن هذه الكلمات عن رؤية 2030، الخاصة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هي كلمات جوفاء ولا معنة لها بالنسبة لسلمى الشهاب، وتشير الكاتبة إلى أن الشهاب وهي أم سعودية لطفلين كانت تدرس للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة ليدز، والتي حكم عليها بالسجن لمدة 34 عاما لاستخدامها “تويتر” للتضامن مع النشطاء الذين يدعمون حقوق المرأة.
وافتتحت الكاتبة المقال بتساؤل عن إمكانية، رئيسة الوزراء المحتملة في المملكة المتحدة، ليزا تراس، على مساعدة طالبة ليدز التي ستسجن لمدة 34 عاما بسبب تغريدة في السعودية، والتي ألقي القبض عيها العام الماضي عندما عادت إلى منزلها في عطلة من ليدز.
واتهمت الشابة البالغة من العمر 34 عاما، ولديها ولدان صغيران، باستخدام موقع على الإنترنت “للتسبب في اضطرابات عامة وزعزعة الأمن المدني والقومي”.
وفي محاكمتها الأصلية في المحكمة الجزائية المتخصصة سيئة السمعة في مارس/آذار، حكم عليها بالسجن ست سنوات، ولكن في أغسطس/آب، رفعت محكمة استئناف عقوبة السجن إلى 34 عاما وحظر السفر لمدة 34 عاما.
أقسى حكم بحق ناشط سلمي
ونقلت عن مدافعين عن حقوق الإنسان إن هذا هو أقسى حكم يصدر بحق ناشط سلمي في العصر الحديث، كما أنه تذكير مرعب بأن واقع الحياة بالنسبة للعديد من السعوديين في ظل نظام ولي العهد محمد بن سلمان هو عالم بعيد عن العالم اللامع الذي تم تصويره في مشروع The Line حتى الآن.
إخصائية أسنان وليست ناشطة
فالنساء في المملكة ما زلن مضطهدات بحسب المقال، إذ إن سلمى الشهاب، لم تصف نفسها على أن ناشطة، إنما قالت على حسابها الشخصي، في “انستغرام” إنها أخصائية صحة أسنان ومعلمة طبية ومحاضرة في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
وذكرت أن الحكم يرسل برسالة، تقشعر لها الأبدان حقاً، إذ يمكن لشخص ما أن ينقب عن تغريداتك، أو أي شيء قلته دعما لناشط أو دعما لحقوق المرأة ويمكن أن يحكم عليك بالسجن لأكثر من ثلاثة عقود، هذا ما يثير القلق والجديد بعض الشيء في قضية سلمى، ليس فقط أبرز النشطاء أو الصريحين هم الذين يتم استهدافهم. إنه أي شخص عادي.
واحتجزت سلمى في الحبس الانفرادي لمدة 285 يوما وخضعت لاستجوابات متكررة، كما حرمت من الحصول على تمثيل قانوني طوال فترة احتجازها السابق للمحاكمة، بما في ذلك أثناء الاستجواب، وهي الآن محتجزة في سجن المباحث في مدينة الدمام الساحلية الشرقية. وأمامها فرصة أخرى للطعن في الحكم قبل نهاية الشهر، وفقاً لمنظمة العفو الدولية.
قلق حقوقي
بينما قالت منظمة القسط الحقوقية “إنها تخشى أن يشير الحكم الصادر بحق شهاب إلى “بداية اتجاه جديد ستتبعه السلطات في الأيام المقبلة، كآلية لمعاقبة كل من ينتقد سياساتها الداخلية أو الخارجية” وأضافت “إن هذا الأمر يثير قلقا خاصا الآن بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع دول أخرى”.
وأشارت إلى أنه لطالما قدم ولي العهد نفسه على أنه مصلح وتسبب في تخفيف بعض القيود، على سبيل المثال، رفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات، وأنهى أو خفف القيود المفروضة على الترفيه وكيف يمكن للرجال والنساء الاختلاط، لكن نشطاء يقولون إن هذه الإصلاحات هي واجهة.
وأوردت عن نشطاء طالبوا أن تستخدم المملكة المتحدة نفوذها للضغط من أجل إطلاق سراح سلمى الشهاب، سرا وعلانية، كون الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، من الحلفاء الاستراتيجيين للسعودية، وهو ما شجعها على مواصلة انتهاكاتها.
ليز وإثارة القضية مع مسؤولي المملكة
بينما كتبت هيلاري بن، النائبة عن ليدز، ووزيرة التنمية الدولية السابقة، إلى وزيرة الخارجية ورئيسة الوزراء المقبلة على الأرجح ليز تروس تحثها على إثارة قضية شهاب مع المسؤولين السعوديين.
ورفضت تروس، المرشح الأوفر حظا لتولي منصب رئيس الوزراء خلفا لجونسون في سبتمبر، في الماضي انتقاد السعودية علنا، وفي يونيو/حزيران، قالت للجنة الشؤون الخارجية إن السعودية “شريك مهم للمملكة المتحدة”.
وتعد بريطانيا واحدة من أكبر موردي الأسلحة للمملكة، وفي عام 2019، قضت محكمة بأن بريطانيا انتهكت القانون من خلال السماح بمبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية التي ربما تم نشرها في اليمن، حيث تخوض المملكة حرباً ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على حساب آلاف الأرواح المدنية، وفق الكاتبة.