أخبار

مسؤول أمريكي سابق يحذر: السعودية قد تقضي على سطوة الدولار نهائيًا بهذا القرار!

في ظل سعي محور الشرق بقيادة الصين وروسيا للقضاء على هيمنة الدولار على المعاملات المالية الدولية وعزمهم على إضعافه من حين لآخر، وتلميح السعودية من آن لآخر بالتخلي عن “البترودولار”، قال بول كريغ روبرتس ـ الذي عمل في البيت الأبيض أثناء إدارة الرئيس رونالد ريغان وهو أيضاً عالم في الاقتصاد ـ إن تخلي المملكة العربية السعودية ودول أخرى عن البترودولار، سيؤدي إلى كارثة في الولايات المتحدة.

وكان وزير المالية السعودي محمد الجدعان قد أعلن عن إمكانية بيع النفط في الخارج بعملة أي دولة، فيما تجري الآن جميع التعاملات تقريبًا بالدولار الأمريكي.

وأضاف في كريغ مقالة على موقعه على الإنترنت: “إعلان العربية السعودية الأخير عن انفتاح حكومة المملكة على قبول مدفوعات النفط بعملات غير الدولار هو إعلان رئيسي هام تجاهلته الصحافة ووسائل الإعلام. ستؤثر نهاية البترودولار بشكل سلبي جدي على قيمة الدولار، وكذلك على التضخم وأسعار الفائدة في الولايات المتحدة”.

تقويض مكانة الدولار

الآن، الريال السعودي مرتبط بالدولار، بينما في حال بدء البيع بعملات بديلة، قد يتغير المخطط نحو ربط الريال بسلة عملات. بالمناسبة، هذه هي الطريقة التي يعمل بها النظام المالي في دولة خليجية أخرى، هي الكويت. ووفقًا للعديد من المحللين، قد تكون هذه بداية نهاية البترودولار، وبالتالي نهاية “الميزة الهائلة” للدولار.

ويرى كريغ: “أن سياسة واشنطن المالية، التي تعتمد على مصادرة الأصول وفرض عقوبات، قوضت مكانة الدولار”.

“أخذت دول عديد في الوقت الحالي، تعرب عن رغبتها في استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية، حتى لا تصطدم بالتهديدات المحتملة من الولايات المتحدة ولا تتعلق بها”.

وقال: “إذا تخلت السعودية عن البترودولار، فسينخفض الطلب على العملة الأمريكية وستتراجع قيمة الدولار. وهذا تهديد جدي لسلطة واشنطن وللقوة المالية للبنوك الأمريكية”.

هل اقترب نهاية عصر الدولار؟

وفي وقت سابق، قالت مارجوري تايلور غرين عضو الكونغرس الأمريكي، إن روسيا أظهرت للعالم القدرة على التجارة والتنمية دون الدولار ودون الصداقة مع الولايات المتحدة.

وبحسب كبير المحللين في Teletrade، مارك جويخمان، “مثل هذه الممارسة ممكنة على نطاق معين. ومع ذلك، فمن غير المحتمل أن تتسبب في ضربة ملموسة للدولار. فقد ظهرت رسائل مماثلة من قبل. على وجه الخصوص، سبق أن أُعلن عن استخدام اليوان في صفقات النفط السعودية مع الصين في مارس 2022. وذلك لم يزعزع ذلك وضع العملة الأمريكية. صحيح أن تراجع دور الدولار في العالم يحدث ولكن ببطء شديد”.

وأضاف: “حتى لو افترضنا أن تستخدم الصين والدول المستوردة الأخرى عملاتها الوطنية إلى حد كبير، فإن المملكة العربية السعودية سوف تستمر في تحويلها بشكل أساسي إلى الدولار. لأن مشترياتها تجري بشكل أساسي بهذه العملة. تبلغ نسبة الحساب الجاري للسعودية إلى الناتج المحلي الإجمالي حوالي 6.6٪، وهي كنسبة روسيا تقريبا قبل عام (6.8٪ اعتبارًا من ديسمبر 2021). وبالتالي، يمكن افتراض أن يهز نهج السعوديين الدولار، إلا أنه لن يتسبب في حدوث تحولات تكتونية”.

على خلفية العقوبات غير المسبوقة ضد روسيا، أخذت الثقة بالدولار تتراجع وتحاول العديد من الدول الحد من استخدامه في مختلف تعاملاتها المالية، ومن بينها روسيا التي شرعت في تطبيق سياسة التخلي عن استخدام العملة الأمريكية في التسويات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى