ترجمات

موقع عبري: هذه دوافع السعودية في فتح مجالها الجوي

قال إن اليهود لن يتحولوا إلى حلفاء بين عشية وضحاها

تناول موقع تايمز أوف إسرائيل دوافع المملكة للتطبيع، في مقال تحليلي، استفاض فيه عن فتح السعودية لمجالها الجوي وما إمكانية أن يكون ذلك مقدمة للتطبيع الكامل.

واستهل الموقع المقال الذي كتبه دافيد هوروفيتس، بتصريحات السعودية العلنية التي تؤكد فيها بأن العلاقة مع تل أبيت لن تحدث حتى تكون هناك دولة فلسطينية، لكن من الواضح أن الأمر كله يتعلق بإيران في الواقع

وقال “حتى كتابة هذه السطور، لم تحلق الطائرات الإسرائيلية بعد بشكل روتيني فوق المجال الجوي السعودي من وإلى الهند والصين ووجهات أخرى”.

وتابع “هذا العام، على الأقل، لن يتمكن المسلمون في إسرائيل من القيام برحلات الطيران مباشرة من مطار بن غوريون إلى السعودية لأداء فريضة الحج، ولكن عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت السعودية أن مجالها الجوي مفتوح الآن من حيث المبدأ أمام “جميع شركات النقل الجوي”، وورد على نطاق واسع أنهم أشاروا إلى الموافقة على رحلات جوية إسرائيلية-سعودية مباشرة إلى الحج العام المقبل”.

واعتبر المقال التصريحات العلنية للقادة الإسرائيليين والأمريكيين والسعوديين بشأن خطط السفر الجوي بأنها متناقضة، حيث أشاد كل من رئيس الوزراء يئير لبيد وبايدن بما أكدا أنها “خطوة أولى” ملموسة للتطبيع الإسرائيلي السعودي الأوسع.

وفي المقابل، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المجال الجوي المفتوح “لا علاقة له بالعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل” وأنه “ليس بأي حال من الأحوال مقدمة لأية خطوات أخرى” نحو التطبيع.

من الواضح أنه حتى الأنظمة الملكية المطلقة يجب أن تعد مواطنيها للانعكاسات الجذرية في سياساتها الإقليمية. بعد عقود من العداء المؤسسي للسامية ولإسرائيل، لن يتحول اليهود إلى حلفاء بين عشية وضحاها.

وقال “ولكن مع كل الاحترام الواجب لنفي الأمير فيصل، فليس من الواضح أن هناك أي مستفيد باستثناء إسرائيل من قواعد التحليق الليبرالية التي سمح بها السعوديون”.

 وفي أي يوم الآن، على ما يبدو، سيجري قائد طائرة تابعة لشركة “إل عال” أو “أركيع” اتصالا لاسلكيا مع مراقب الحركة الجوية السعودي، وسيجري تفاعل مدني روتيني رسمي بين البلدين – في الواقع، خطوة أولى صغيرة على طريق تطبيع محتمل أوسع.

ومع ذلك، فإن تطور الأمور من هذه النقطة مفتوح على مصراعيه للتساؤل. في مقابلة مع شبكة CNN تزامنت مع زيارة بايدن لإسرائيل والضفة الغربية والسعودية، سمح وزير الدولة السعودي الثاني للشؤون الخارجية عادل الجبير بأن السلام مع إسرائيل “ممكن” و”خيار استراتيجي”، لكنه أوضح أنها ليست صفقة منتهية بتاتا.

اشترط الجبير بشكل مباشر السلام مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية، مؤكدا التزام السعودية “بتسوية الدولتين، على أن تكون الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة وعاصمتها القدس الشرقية”.

لكن السعودية وافقت ضمنيا على قرار الإمارات والبحرين لإبرام اتفاقيات سلام كاملة مع إسرائيل، ضمن إطار “اتفاقيات إبراهيم” 2020، على الرغم من غياب التقدم في الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني، وعلى الرغم من صرخات الخيانة المريرة من السلطة الفلسطينية.

بالنسبة للرياض وغيرها من الشركاء المحتملين الجدد في اتفاقيات إبراهيم، فإن الاعتبار الرئيسي ليس الصراع الفلسطيني، بل جشع آية الله في طهران، وعندما يدرسون العلاقات العميقة مع إسرائيل، فإنهم يقومون بتقييم أفضل السبل للتخلص من التهديد الإيراني.

وتطرق المقال إلى “إعلان القدس” الذي وقعه بايدن رسميا مع لبيد قدم السياق الرسمي لهذا التضامن – التزام “استراتيجي للحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتقويتها والدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد”. وأشار الإعلان إلى التهديد الفريد الذي تمثله إيران، وتضمن تعهدا أمريكيا “بعدم السماح لإيران مطلقا بامتلاك سلاح نووي” واستخدام “جميع عناصر” القوة القومية الأمريكية “لضمان تلك النتيجة”.

لكن كما سعى كل من لبيد ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، في اجتماعهما القصير، للتأكيد بشدة لرئيس الولايات المتحدة، فإن الدبلوماسية لن توقف البرنامج النووي الإيراني.

“الكلمات لن توقفهم، سيادة الرئيس، الدبلوماسية لن توقفهم، الشيء الوحيد الذي سيوقف إيران هو معرفة أنها إذا استمرت في تطوير برنامجها النووي، فإن العالم الحر سوف يستخدم القوة. الطريقة الوحيدة لمنعهم هي وضع تهديد عسكري ذي مصداقية على الطاولة”، قال لبيد في مؤتمرهما الصحفي المشترك الخميس الماضي”.

نقل عن نتنياهو قوله في لقاء قصير مع بايدن بعد بضع ساعات: “يجب أن يكون هناك خيار عسكري هجومي موثوق، إذا لم يتم تردع إيران، فلا بد من استخدام هذا الخيار العسكري”.

لكن زعيم العالم الحر كان مصرا. وقال إنه عندما يتعلق الأمر “بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، ما زلت أعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذه النتيجة”.

زر الذهاب إلى الأعلى