جبرة.. قصر مهجور بالطائف يجذب مدّونة بريطانية، ماذا قالت..؟
في الشمال الشرقي من محافظة الطائف في المملكة بقي هذا الصرح التاريخي صامدًا لأكثر من 1300 عام، كأحد أقدم المعالم في الجزيرة العربية.
ورغم مرور كل هذه الأعوام، ما يزال قصر جبرة محتفظًا بجماليات نقوشه وتراثه العمراني، فيما تحكي ردهات القصر تفاصيل تاريخ عريق امتد على مر الزمن.
أما عن تسمية القصر باسم “جبرة”، فقد جاءت نسبًة إلى المخزومية جبرة، زوجة أمير مكة محمد بن هشام، أحد الأمراء في العهد الأموي، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وقد شُيد القصر المبني بالحجارة فوق ربوة تطل على عدد من المزارع والبساتين الخضراء، على ضفاف وادي جبرة الذي يسيل بكثافة وقت هطول الأمطار، ويستقبل المياه من مواقع بعيدة.
وتحكي مدونة رحلات السفر البريطانية، شيلا راسل، لموقع CNN بالعربية، أنها اكتشفت موقع القصر المهجور بمحض الصدفة خلال تصفحها خرائط “غوغل”.
وتقول راسل: “جذبني قصر جبرة لما يجسده من عظمة المنازل من أوائل القرن العشرين (1920). كما أنه غير معتاد وغير متوقع في المملكة العربية السعودية”.
وعبر مدونتها على موقع “إنستغرام”، توثق راسل، المقيمة في السعودية، تجارب السفر والمواقع المثيرة حول أراضي المملكة.
وتؤكد راسل أن القصر لا يزال محافظًا على بقايا ملامح شكله وأسلوب بنائه، إضافة إلى النقوش المرسومة على جدرانه وأسقفه، والتي تجسد طرازًا لافتًا من فنون العمارة تجمع بين الهندسة الإسلامية والرومانية.
وتقول: “هناك آيات ونقوش قرآنية جميلة مرسومة باليد، إلى جانب أعمدة طويلة وأقواس فيروزية مذهلة، ومداخل ذات ألواح خشبية”.
أما بالنسبة إلى الجزء الأكثر إثارة للاهتمام، تشير راسل إلى بركة تتوسط باحة القصر صُممت بشكل عضوي جميل، لتسمح بانعكاس مذهل لواجهة القصر عندما كانت تمتلئ بالمياه.
ويجسد القصر كذلك طراز العمارة التقليدية السائدة بالحجاز قديمًا، والتي ضمت الكثير من المجسمات الحجرية والجصية والأجورية المتنوعة، ذات الأشكال والأحجام المختلفة والتي تُعد كذلك تحفًا فنية مدهشة، حسبما نقلته “واس”.
وأرادت راسل أن تبرز وجود بعض أفخم أماكن الإقامة في الطائف، منذ أن كانت بمثابة وجهة صيفية.
وتقول راسل: “المرة الأولى التي اخذت فيها خطوًة للوراء شعرت بالدهشة”، وتضيف: “أنا سعيدة بالعثور عليه”.
وإلى جانب عمارته الأنيقة، يجاور قصر جبرة الموقع الذي احتضن معركة “حنين”، كما أن هذه المنطقة شهدت المشروع العملاق الذي تبنته زوجة هارون الرشيد، زبيدة، وحولت مياه المزارع من آبار وعيون في تلك المنطقة إلى مكة، لسد حاجة الحجاج آنذاك.
وقد اتخذه الملك عبد العزيز آل سعود مقرًا له لفترة من الزمن، كما شهد أول لقاء له مع أول رئيس لمصر آنذاك محمد نجيب في عام 1952، وفقًا لما نشرته وزارة الإعلام السعودية بتغريدة على “تويتر”.
وعلى مرّ العصور، لفت القصر أنظار الشعراء والأدباء، نظرًا لجمال بنائه ونقوشه وتميز موقعه، إذ ورد ذكره في العديد من القصائد العربية القديمة.