«الأمارجي».. قراءة روائية في تاريخ السعودية الحديث
صدرت حديثاً رواية «الأمارجي» لياسر الغسلان، وهي عبارة عن سرد مفعم بالحيوية والتشويق، انثيالات وتدفق في الأفكار والمشاعر، أحداث متغيرة ومتقلبة في السياسة والمجتمع تسير بالشخوص – من غير إرادة منهم في الغالب – نحو مصائر مختلفة.
شخصية يزيد ـ الراوي العليم – المتمرد الصامت، الثوري المهادن، المهني المتواضع، المتلهف الخاشع، المتحرر الملتزم، لا يمثل ذاته الكسيرة فحسب، بل ذوات متشظية في ذات واحدة، إنها ذوات جيل يعيش محنة حادة وقاسية في واقع متناقض على صعيد الفكر والممارسة، تناقض في المفاهيم والقيم الروحية والاجتماعية، تناقض في السلوك الفردي والمجتمعي.
ذات يزيد الموجوعة بالوطن، تعيش على مضض في واقع مريض بالأزمات، وتبحث عن هوية خاصة وليس وطنا ذا خصوصية… ذات تجابه الأزمة بالحكمة، وتستقبل الصدمة بالهمة.. ذات ليس كمثلها ذات إلا في هذه السردية المحتدمة بالوقائع، والمثقلة بالأحداث.
يزيد الباحث عن الحرية في واقع مقيّد بأساطير وأعراف وتقاليد، لم يتحرر على نحو مطلق حتى في لحظات المتعة الشخصية، ويحاول أن يجعل من الحرية سلوكاً في بعض المواقف بدوافع ذاتية بحتة. يعيش يزيد صراعاً داخلياً بين ذات تبحث عن حرية في وطن محاط بقيود وليس بحدود فقط، وذات تبحث عن وطن ينهض بالحرية.