“هدد جدة”.. جريمة حرب تلطخ ثوب عروس البحر الأحمر
حرّك تقرير لمنظمة العفو الدولية تناولت فيه مأساة “هدد جدة” المدينة الساحلية السعودية، والتي تسمى عروس البحر الأحمر، إلا أن أكثر من نصف مليون من أبنائها صاروا يبكون دماً أحمر، والأخير ليس وصفاً للمنظمة الدولية.
العفو الدولية قالت إن السعودية تسعى إلى تقديم صورة تقدمية براقة للعالم، ولكن خلف هذه الصورة قصص بشعة من الانتهاكات والإساءات.
وأضافت “هي تنفذ اليوم مخطط هدم وإخلاء يؤثر على نصف مليون شخص في أكثر من 60 حياً في جدة، تشوبه انتهاكات لمعايير حقوق الإنسان وتمييز ضد المقيمين الأجانب.
وبعيداً عن عمليات التطوير التي تتحدث عنها السلطات السعودية، فهناك من يقول بأن ما يحصل هو جريمة حرب، بعد أن أصبح هذا العدد من السكان مطروداً من منزله، من أجل أن ينفذ محمد بن سلمان ملاعب ومسارح ليحقق رؤيته “2030” على حساب الأبرياء.
وما يؤكده السكان أيضاً أنهم لم يتلقوا أي تحذير مسبق، ولم تصلهم أنباء من قبيل دفع تعويضات مقابل هدن منازلهم.
وتتحجج السلطات السعودية بأن المناطق المستهدفة، في جدة القديمة، بأنها عشوائية، وتشكل معقلاً “للجريمة والرذيلة”، لكن سكان هذه الأحياء، ينفون ذلك، ويؤكدون أنهم يعيشون هناك منذ فترات طويلة مع أسرهم، إذ توفر تلك الأحياء سكناً مريحاً للمواطنين والمغتربين الأقل دخلاً.
القضية تفاعل معها مواطنون، وعبروا عن سخطهم، وذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، ويرى المواطنون، بأنه لا عدالة أو مساواة في الخطط الحكومية.
الناشط “إسحاق الجيزاني، يرى بأن المسؤول الأول والأخير عن تداعيات #هدد_جدة والمآسي المترتبة عليه هو محمد بن سلمان، وأضاف “فأمين جدة ما كان له أن يتخذ هذا القرار الأهوج بالإزالة الشاملة لحوالي نصف أحياء جدة أو أكثر بدون أمر مباشر من محمد بن سلمان.
أما حساب “مفتاح” والمتهم بالشأن السعودي، أوضح بأنه تماشياً مع المبادئ الأساسية والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن عمليات الإخلاء والترحيل بدافع التنمية، كان يجب على السلطات السعودية أن تقدم التعويض وإعادة التوطين لجميع المتضررين دون تمييز، مع ضمان عدم ترك أي شخص بلا مأوى نتيجة الإخلاء.
إلى ذلك تحدث عبدالله الحارثي، عن التقرير الخاص بمنظمة العفو الدولية، الخاصة بالجريمة، مطالباً بضرورة دفع التعويضات والسكن البديل لجميع المتضررين بدون تمييز.
حساب يعرف نفسه بـ “بهلول” نشر عدداً من التغريدات والفيديوهات التي تصور مآسي عدد من المواطنين، مشيراً إلى أحد الفيديوهات التي يبكي فيه مسن بحرقة، على نزع ملكية بيته منه، والذي فيه ذكرياته على مدى 40 عاماً.
وقال “كل من يشاهد هذا المسن ولا يتأثر بذلك ويكون له بذلك موقف عملي لمواجهة ظلم بن سلمان امسح يدك منه”.
وأضاف في تغريدة أخرى “حينما يوصف هدد جدة بجريمة الحرب فهي حقيقة وليست للاستهلاك الإعلامي، فلو تخليت نفسك ولو للحظات أنك انت من يقف مكان هذا الرجل المكبود الذي فارق مسكنه وكل ذكرياته وأصبح في لحظه بغير مأوى حتى يقيم الصهويني مبس، في إشارة لبن سلمان مشاريعه الترفيهية سيدرك معنى ذلك.
ومنذ أسابيع تنتشر مقاطع الفيديو المصورة لهدم أبنية سكنية كبيرة على الانترنت، مع انتشار وتداول لهاشتاغ “هدد_جدة” على تويتر، وأظهرت بعض المقاطع أشخاصاً يودعون بعض المعالم المحببة في وسط المدينة.
وكانت الأحياء المهدومة من الأماكن التي اختارت أجيال من الحجاج البقاء فيها بعد أداء المناسك، وبناء حياتهم هناك، مع نيل بعضهم الجنسية.
ورغم ذلك تبقى غالبية السكان من الفقراء الذين يعملون في أعمال يدوية صعبة، ساهمت ببناء السعودية الحديثة، ولكن من دون اقامات ثابتة في بعض الأحيان. وقال أحدهم لبي بي سي، إنه يعتبر أن المشروع الحكومي بمثابة تطهير عرقي.