هكذا كشفت السيول عن الفساد والمشاريع الوهمية
اجتاحت سيول الأمطار العديد من مدن المملكة، كان آخرها طمر قرى بأكملها في جازان، وقبلها العاصمة الرياض، الباب واسعاً، أمام نقاش داخلي يتصاعد يوماً بعد يوم حول الفساد مصير الأموال المخصصة للبنية التحتية في المملكة.
ووضعت السيول المسؤولين أمام استحقاق وطني يتعلق بخطط تنمية البنى التحتية، وتعثر المشاريع، خصوصا شبكة الصرف الصحي، وتصريف مياه الأمطار، والطرق والجسور والأنفاق.
سنوات سابقة من التضرر
موسم الأمطار يعود إلى المملكة وتعود معه صرخات الاحتجاج الناقمة على سوء إدارة البلاد. فكما في أعوام سابقة اجتاحت السيول شوارع المدن والبلدات في عدد من المحافظات لتحولها إلى أنهار وبحيرات.
وكانت السيول حوّلت مدينة جدة عام 2011 إلى مستنقع للغرق حيث توفي أكثر من 100 شخص، وقبلها بعامين أدت الفيضانات في المدينة إلى موت وإصابة المئات، عدا عن الأضرار الكبيرة التي خلفتها.
سيول جازان
قبل أيام، داهمت سيول محافظة أحد المسارحة في منطقة جازان جراء الأمطار الغزيرة، حيث تسبب ذلك في وقوع أضرار لعدد من المركبات والممتلكات.
ونشرت قناة “الإخبارية” لقطات أظهرت سريان السيول في الشوارع وتحريكها للسيارات، وهو ما تسبب في أضرار عدة بالممتلكات.
كما تساءل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، عن الأموال الطائلة التي أهدرت في مشاريع تنموية وتطوير البنية التحتية، مقابل انهيارها أمام سيول الأمطار.
وفي خطوة لامتصاص غضب واستياء المواطنين، وجه أمير منطقة جازان بالنيابة “محمد بن عبدالعزيز” بفتح تحقيق للوقوف على أسباب تحول السيول إلى قرى بمحافظات محافظتي أحد المسارحة والدرب في منطقة جازان، ما تسبب بأضرار كبيرة.
وأمر “عبدالعزيز” بتشكيل لجنة يتولى رئاستها وكيل الإمارة، على أن تضم في عضويتها الجهات المعنية، حيث ستتولى التحقيق مع المُتسببين والرفع بالنتائج بشكل عاجل، تمهيداً لمحاسبة المقصرين نظاماً.
موجة سخط
موجات الاعتراض الشعبية التي علت على مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالفساد وعدم تأهيل البنى التحتية في أكثر البدان غنى بالنفط، لم تحل دون وجود مظاهر اللهو والتسلية والمرح.
بعض المواطنين عمل بالمثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد”، واستطاع تحويل النكبة التي أصابته نتيجة السيول إلى وسيلة للترفيه، فتحولت الشوارع والأحياء إلى مرتع لرياضات التزحلق والسباحة، وظهر عدد من المشاهد الطريفة على “تويتر”.
حسن الدوسري، قال إن كوارث السيول “كشفت ثغرات تراكمية على مدار سنوات طويلة، فيما يتعلق بالتنمية الصحيحة والسليمة والمستقبلية للبنية التحتية”.
وأضاف في تغريدة له على موقع تويتر “إن الذي شجع على النهب والفساد في مشروعات تمس حياة الناس والمجتمع، هو عدم وجود رقابة حقيقية”، مشيرا إلى “أن حالة البنية التحتية المتآكلة أحدثت فوبيا في قلوب الناس خاصة بعد كوارث السيول”.