اعتبرت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية تحسن العلاقات السعودية التركية يثير قلق إيران، لأنه يشكّل خطراً على نفوذها.
وأضافت المجلة أن جولة ولي العهد التي شملت أيضاً مصر، والأردن، أثارت شكوكاً كبيرة في طهران، التي اعتبرت تحرك بن سلمان، جزءاً من المحور المناهض لإيران في المنطقة.
وأضافت أنه خلال زيارة أردوغان للسعودية، أبدت طهران استياءها من المصالحة بين البلدين، إذ عكست العديد من الشخصيات الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية، ووسائل الإعلام، بما في ذلك للحرس الثوري الإيراني، مواقف سلبية من التطبيع بين أنقرة والرياض، مستشهدة بالتأثير المحتمل لمثل هذه العملية على نفوذ طهران الإقليمي ومصالحها.
وبعد زيارة بن سلمان إلى تركيا، حافظت إيران على موقفها غير المرحب بتوثيق العلاقات بين البلدين، وانعكس موقف إيران العدائي في تغطية وسائل الإعلام الإيرانية لزيارة ولي العهد السعودي، رغم ادعاء طهران أنها تتعامل بشكل إيجابي مع الرياض.
وبالتوازي مع خطابها الإعلامي المناهض للسعودية، كثف وكلاء طهران جهودهم لاستهداف المواقع العسكرية التركية، خاصةً في شمال العراق.
وأشارت المجلة إلى أنه يمكن ملاحظة حرب استنزاف خافتة في العراق بين القوات التركية في قواعد استكشاف في شمال العراق، ووكلاء مدعومين من إيران، وبشكل أساسي وحدات الحشد الشعبي، وكتائب حزب الله العراق.
واعتبرت المجلة أن التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران ليس أقلّ إثارة للجدل، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل بين البلدين في أوائل 2016، إثر اقتحام السفارة السعودية في طهران.
وأشارت إلى أنه على الرغم من جهود الوساطة المستمرة من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لم يُحرز أي تقدم في
تسوية مؤقتة بين الرياض وطهران بعد 5 جولات من المحادثات.
واعتبرت المجلة أن “المصالحة بين تركيا والسعودية، ورفع العلاقات الثنائية إلى مستوى استراتيجي، تُنذر بمشاكل للسياسة الخارجية الإقليمية لإيران، وبالتزامن مع مبادرات التطبيع الأخرى في المنطقة، والمتمثّلة على سبيل المثال، في زيارة أمير قطر للقاهرة في 24 يونيو(حزيران) الماضي، فمن المؤكد أن التقارب بين أنقرة والرياض سيقيد النفوذ الذي تتمتع به إيران حتى الآن في الدبلوماسية الإقليمية”.
وتشعر تركيا والسعودية بالقلق من تداعيات إحياء الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1، خاصة أن أي تسوية خالية من الإجراءات الجوهرية التي تعالج التدخل الإيراني في السياسة الإقليمية غير كافية، ومقلقة للعديد من الدول في الشرق الأوسط.
في المقابل، تشعر إيران بالقلق من تعزيز التقارب البراغماتي للسياسات الإقليمية بين أنقرة والرياض، قد النفوذ الدبلوماسي للجانبين ضدها.
وقالت المجلة: “باختصار من المتوقّع أن يكون موقف تركيا من إيران أقوى في سوريا، وسيكون موقف السعودية أقوى في اليمن، ومواقف الدولتين ستكون أقوى في العراق ولبنان”.
وأضافت أن حشد القدرات العسكرية والمالية من أجل سياسات منسقة في المنطقة يهدف لزيادة القدرة المشتركة لتركيا والسعودية “ما سيمنع إيران من فرض قوتها في المنطقة، لا سيما من خلال عملائها ووكلائها، مشيرة إلى أن التعاون في مجال الصناعة الدفاعية بين أنقرة والرياض أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في هذا الصدد.
ورأت المجلة أن تحسن العلاقات التركية السعودية يوحي بإمكانية تشكيل ركيزة أساسية لجبهة موحدة في المشهد الجيوسياسي الإقليمي، مشيرة إلى إن التحالفات الاستراتيجية بين دول المنطقة بدعم أمريكي ستكون بمثابة كابوس دبلوماسي لإيران.
وفي هذا الإطار، اعتبرت أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية في يوليو (تموز) ستؤكد هذا الاتجاه وستزيد القلق في طهران.
وبينما تميل إيران إلى لوم دول أخرى في سلوكها، تأثرت العلاقات التركية السعودية بشكل كبير بسياسات إيران في الشرق الأوسط.
وذكرت المجلة أن “المخاوف التركية السعودية المشتركة من التدخل الإيراني في السياسات الإقليمية، والتعنت الإيراني الملحوظ، هما من الأسباب الرئيسية للمصالحة بين القوتين الإقليميتين. لذلك، فإن مستقبل العلاقات التركية السعودية، سيعتمد بشكل كبير على خيارات القيادة الإيرانية”.