استعرض موقع Eurasia Review تحليل لأهداف المملكة العربية السعودية من صفقتها مع كريستيانو رونالدو.
“السعودية اليوم” ينشر نص الترجمة الخاصة:
كانت المنافسة الرياضية في الشرق الأوسط سيئة، حيث انضم النجم كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر لكرة القدم السعودي المملوك للدولة السعودية مقابل 241 مليون دولار أمريكي على مدار 2.5 عامًا.
لقد تفوق انتقال رونالدو إلى السعودية -والذي يتقاضى أكبر راتب كرة قدم في التاريخ– على استحواذ باريس سان جيرمان المملوك لقطر في 2017 على اللاعب البرازيلي نيمار مقابل 200 مليون دولار، والذي كان في ذلك الوقت أغلى انتقال في العالم.
لقد كان توقيت انتقال نيمار مهماً جداً، حيث أظهر مرونة قطر في الوقت الذي قادت فيه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مقاطعة دبلوماسية واقتصادية فاشلة للدولة الخليجية، في محاولة لإجبارها على مواءمة سياساتها الخارجية والإعلامية مع سياسات رئيسية مشتتة.
وعلى عكس التصورات فإن تحرك رونالدو هو أكثر من صرف الأنظار عن سجل حقوق الإنسان البشع للمملكة العربية السعودية، فحقوق الإنسان ليست سوى واحدة من مشاكل سمعة المملكة مع أنها أكثر ما يُلفت الانتباه.
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تغيير صورة ترسخت على مدى سبعة عقود لدولة استخدمت ثروتها النفطية للترويج عالميًا لمفهوم المحافظ المتطرف والإسلام المتعصب غير المتسامح.
في محاولة لمواكبة المملكة العربية السعودية للقرن الحادي والعشرين، ولتنويع اقتصادها، وتلبية لتطلعات الشباب، وخلق اللبنات الأساسية لبقاء النظام الحاكم، فقد أدخل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية كبيرة مع تشديد القبضة على زمام السياسة.
رونالدو يساهم في ذلك حتى لو كان في السابعة والثلاثين من عمره، وعلى وشك الانتهاء من مسيرته الكروية، فتعد الرياضة -وخاصة كرة القدم- أكثر أشكال الترفيه شعبية، وأحد أعمدة خطة الإصلاح الخاصة برؤية 2030 لمحمد بن سلمان .
يسعى محمد بن سلمان لتعزيز الرياضة كجزء من تطوير صناعة الترفيه الحديثة في بلدٍ لم يكن ذلك موجودًا فيه قبل صعود ولي العهد في عام 2015، كما يساهم في سياسة الصحة العامة التي تلعب فيها التمارين والرياضة دورًا رئيسيًا.
ويعزز رونالدو جهود محمد بن سلمان لاستبدال دول الخليج الصغرى -مثل قطر والإمارات العربية المتحدة-، كمحور لأي شيء وكل شيء في الخليج، سواءً كانت في مجال الرياضة أو مجال المركز الإقليمي للشركات الأجنبية متعددة الجنسيات والشركات.
ولتحقيق هدفه يحتاج محمد بن سلمان إلى إبراز المملكة العربية السعودية كدولة حديثة قادرة على المنافسة دوليًا ذات هوية وطنية وليست دينية، مدعومة بنجومية رونالدو، وكرة القدم والرياضة التي تثير الولاءات القبلية والمشاعر القومية، كأداة مثالية لتحقيق ذلك.
إضافةً إلى ذلك، فمن المرجح أن تستمر فائدة رونالدو لمحمد بن سلمان أكثر من مسيرة اللاعب المسن في كرة القدم.
بالنسبة لبقية هذا العقد فمن المرجح أن يكون في مقام ديفيد بيكهام بالنسبة لكأس العالم في قطر، وهو أيضاً سفير للملف المشترك للسعودية مع مصر واليونان لحقوق استضافة بطولة 2030، خاصة إذا كان العرض ناجحًا.
قد يكون انتقال رونالدو إلى نادي النصر خطوة أولى في جهد أكثر جرأة لوضع المملكة العربية السعودية في قلب الرياضات في الشرق الأوسط، كما يقترح الصحفي الرياضي جون دويردين، فإن الخطوة التالية قد تشمل إنشاء اتحاد عربي إقليمي منفصل عن الاتحادين الآسيوي والأفريقي لكرة القدم ليكون أحدث عنصر مكوِّن للهيئة العالمية لكرة القدم الفيفا.
حيث أن 12 اتحادًا من أصل 47 عضوًا في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) هم من العرب، وكذلك سبعة أعضاء من شمال إفريقيا ينتمون إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) البالغ عددهم 54 عضوًا.
حيث لا يشمل إحصاء الاتحاد الآسيوي إيران وإسرائيل غير العربية، والتي طُردت في عام 1974 وهي جزء من UEFA المحطة الأوروبية للفيفا.
سيكون لإنشاء اتحاد عربي فرصة أكبر للنجاح من محاولة المملكة العربية السعودية الفاشلة في عام 2018 لتشكيل منظمة لاتحادات كرة القدم في جنوب غرب آسيا والتي كانت ستضم العرب وجنوب آسيا.
ومع ذلك، مع دول الخليج ، هيمن هذا العقد على استضافة البطولات الكبرى وسعي المملكة العربية السعودية بالضغط على قطر والإمارات كمراكز رياضية إقليمية، فإن فكرة اتحاد كرة قدم عربي ينفصل عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم و CAF ليست بعيدة المنال.
في الشهر المقبل، سيستضيف المغرب كأس العالم للأندية FIFA، ستستضيف قطر كأس آسيا بعد ذلك بقليل في عام 2023. ومن المؤكد أن المملكة العربية السعودية ستستضيف كأس 2027.
ظهرت الدوحة في الصورة كموطن للألعاب الآسيوية 2030، في عام 2034 سيكون دور الرياض.
تعتبر السعودية ومصر من المرشحين للفيفا لكأس العالم 2030، وكذلك من الممكن الملعب المغربي.
علاوة على ذلك، فقد تقدمت المملكة العربية السعودية باستضافة كأس آسيا للسيدات 2026.
على مستوى كأس العالم، تدرس قطر والمملكة العربية السعودية بشكل منفصل في لاستضافة أولمبياد 2036 ولكن يمكنهما توحيد قواهما، وبالمثل ، تدرس مصر وتركيا ترشيحاتهما المنفصلة.
أضف إلى ذلك محادثات مانشستر يونايتد مع مستثمرين سعوديين وقطريين في مدينة يملك ناديها الرئيسي الآخر، فمانشستر سيتي للإمارات.
قال وزير الرياضة السعودي عبد العزيز بن تركي الفيصل إنه سيدعم استحواذ القطاع الخاص السعودي على مانشستر يونايتد، حيث أن الدولة السعودية ممنوعة من شراء نادٍ ثانٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد أن اشترى صندوق ثروتها السيادية نيوكاسل يونايتد .
في مقابلة مع بي بي سي سبورتس جرى نقاش الفيصل حول استراتيجية بلاده الرياضية كانت تؤتي ثمارها .
رونالدو “من شأنه أن يفيد الدوري، والنظام الرياضي في السعودية وسوف يُلهم الشباب حول المستقبل، الأرقام لا تكذب – فعندما تنظر إلى المشاركة في الملاكمة، فقد زادت من ست صالات رياضية في 2018 إلى 57 صالة رياضية اليوم. زيادة المشاركة بنسبة 300٪، منها 60٪ من النساء، وهو ما شكل صدمة، قال السيد الفيصل: “عندما ترى اندفاع الشباب والرجال والنساء، فإنك تتعلم منها”.