قبل أيام أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، هوية موسم الرياض 2022، والذي قال إنه سيحمل شعار “فوق الخيال” وسيتضمن مناطق وفعاليات جديدة، والكشف عن مفاجآت كبيرة وغير مسبوقة.
هوية الموسم هذا العام جاء بشعار فوق الخيال، في إشارة من هيئة الترفيه، بأنها وسعت الفعاليات قياسًا بالموسم السابق، الذي حمل شعار تخيل أكثر، بينما حمل موسم 2019 شعار تخيل.
وبينما يريد منظمو الموسم بأن تكون الرياض، مزيجًا من التفرد والتشويق والعصرية، يتمنى الكثير بأن لا تتكرر أخطاء الموسمين السابقين، والتي تحولت بعض فعاليات الترفيه إلى أفعال خادشة للحياء، كما أنها تتعمد الإساءة للسعوديين والسعوديات على حد سواء.
ويذكر أن موسم الرياض في نسخة العام الماضي (2021)
نجح حسب تقارير رسمية في تجاوز حاجز الـ 9 ملايين زائر، من خلال فعالياته المتنوعة، والمشاركة في جلب المتعة والسعادة من داخل المملكة وخارجها.
إلا أنه مازالت ردود الأفعال الغاضبة من بعض الفعاليات والتي تم تناقلها بشكل واسع، وجدت استنكارا كبيراً ومطالبات بإلغاء المواسم، بينما اكتفت حينها السلطات الأمنية بالإعلان عن ضبطها لبعض المخالفات الصغيرة أو الجانبية.
جيب المواطن في موسم الرياض 2022
وكانت مواسم السعودية قد انطلقت لأول مرة في عام 2019م، وأسهمت بحسب الإعلام الرسمي في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي عبر حزمة من الفعاليات والأنشطة المتنوِّعة حول المملكة، محققة العديد من المكتسبات والأرقام والمؤشرات المتميزة؛ إذْ قُدِّمَ في المجمل أكثرُ من 390 فعاليةً نوعيةً جذبت أكثر من 50 مليون زائر، وأسهمت في توليد العديد من فرص الأعمال بالإضافة لما يزيد عن 100 ألف وظيفة دائمة وموسمية.
واللافت في هذه الأرقام بأن الحكومة لم تعلن صراحة المردود الاقتصادي، كما أن اللجنة الوطنية للترفيه وفي عملية عكسية تريد استنزاف جيب المواطن، حيث تقول إنها تستهدف زيادة إنفاق الأسرة السعودية على الترفيه من 2.9 إلى 6%، مشيرة إلى أن الوصول لهذه النسبة يعني ضخ 30 مليار ريال (8 ملايين دولار)، في حركة السوق المحلية.
موسم الرياض.. بلا رؤية ولا تخطيط
بينما ذكرت الهيئة والتي يرأسها منذ تأسيسها تركي آل الشيخ، بأن فعاليات موسم الرياض رفعت عدد الوظائف الدائمة والمؤقتة في مجال الترفيه إلى 50 ألفاً، دون أي إشارة إلى نوعية الوظائف الدائمة، وكم نسبة السعوديين في هذه الوظائف، في ظل اتهامات لآل الشيخ وفريقه أن التوظيف يذهب لصالح وافدين من دول معينة.
كما أن الترفيه في كل المواسم، تغيب منها قطاعات عدة، يستوجب مساهمتها، إما في وضع الخطط والرؤى أو في التنفيذ حتى تكون مستدامة، منها الغرف التجارية والصناعية بحسب مراقبين، وهو ما يعطي دلالة، بأنه لا تخطيط منظم لهذه الفعاليات التي تحاول فقط تقليد بعض دول مجاورة، تبنت سياسة الانفتاح بكل سلبياتها، مع أن المملكة عليها أولاً إيجاد صناعة سياحية حقيقية في المقام الأول دون اهتمام بالأرقام أو المبالغة فيها.
عدم التقبل لـ موسم الرياض 2022
كما أن “موسم الرياض” بات يزخر بالفعاليات الضخمة وغير المسبوقة في المملكة، ولا يوجد خلاف بأنه ركيزة أساسية لتعزيز دور الاقتصاد في الناتج المحلي، بعدما بات يستقطب مئات آلاف الزوار من المواطنين والسكان والقادمين من الخارج، إلا أن عدم التقبل لكل ذلك يبقى سيد الموقف مع كل موسم، والمتوقع حدوث ردود فعل شعبية رافضة، مع أن المسؤولين يُؤكّدون بين الحين والآخر أن تلك الفعاليات تسير وفق ضوابط شرعيّة، كما حرصت هيئة الترفيه في المواسم السابقة ظهور شخصيات كالشيخ عادل الكلباني للترويج لأنشطة الترفيه.
موسم الرياض .. لا نكهة سعودية له
مع ذلك يظل السعوديون مغيبين عن كل ما يحصل، وذلك للإصرار، على الخروج عن المألوف والعادات والتقاليد الراسخة في المملكة، والتي ظلت عقوداً تصدر الفن الملتزم، كما أن على منظمي هذه الفعاليات بحسب آراء تبني الفنون الشعبية التي توجد في مناطق المملكة المختلفة، والعمل على تطويرها وتقديمها للعالم.
فلا نكهة سعودية برأي هؤلاء في كل الفعاليات، وهي تعطي للآخر، أنه لا يوجد على هذه الأرض ما يمكن تصديره غير النفط، أما عن الترفيه الموجود، بالإمكان إيجاده في بلاد أخرى، مما يتطلب إشراك كل الهيئات الأخرى لإنتاج محتوى يليق بالمملكة وتاريخها وثقافتها وهويتها.
موسم الرياض وتحسين شروط العيش قبل الترفيه
في اتجاه آخر يحضر الجانب الاقتصادي، والذي أصبح متردياً عند الكثير، في ظل البطالة الحاصلة أوساط الشباب، أغلبهم من حاملي الشهادات الجامعية كما أن الأعباء الحياتية، وارتفاع الأسعار بسبب التضخم، لم تعد خافية، فبين الحين والآخر، يعلن عنها مواطنون في صفحات التواصل الاجتماعي، حيث الكثير يعتمد على رواتب باتت ضئيلة مع هكذا وضع، وأن التسكين همّ آخر يؤرقهم، فلا يرون في موسم الرياض سوى ترفيها للمقتدرين بينما هم يظلون في رحلة البحث عن تحسين شروط العيش.
وسهام النقد هذه وغيرها أيضاً لا يمكن إخفاؤها، وتوجه للحفلات التي تقام ضمن الموسم ومنظميه، معتبرين أنه هدر للأموال وانسلاخ عن الدين والعادات التقاليد التي ما يزال المجتمع السعودي يحتفظ بها حتى يومنا هذا.
روان القرشي علقت ساخطة “موسم تسمين أرصدة فنانين العرب وشفط جيوب المواطنين”، أما أبو أنس المطيري فقد دعا بالقول “الله يعين الاباء والأمهات في حفظ عيالهم من فساد تركي و هيئته”.
ويوافق المطيري الكثير من المواطنين الذين يعبرون عن غضبهم وسخطهم من هيئة الترفيه.
ومن المقرر أن يبدأ موسم الرياض في 11 أكتوبر 2022، ويستمر 70 يومًا متتاليًا وينتهي في 15 ديسمبر 2022، ويتوقع أن يجتذب ما يقرب من 20 مليون زائر، وأكثر من 100 حدث على مساحة 14 مليون متر مربع و 12 منطقة مخصصة.