ترك المواطن “عبدالله عابد القرشي” دارسة الماجستير في كندا ليتفرغ للسفر والرحلات حول العالم، والآن يستكشف المملكة بعربة تخييم أطلق عليها “علاء الدين”.
وقبل تخليه عن فكرة السعي وراء درجة الماجستير، قابل القرشي بعض المسافرين من أستراليا وألمانيا، بحسب (CNN)، حيث نمت الصداقة بينهم، إذ دعت المجموعة القرشي للانضمام إليها في رحلة شتوية إلى كولومبيا.
وقال: “بعد أن أنهينا الرحلة، قرّرت أن أوقف (برنامج) الماجستير لأتمكن من السّفر بقدر استطاعتي”.
وتمكّن القرشي بعدها من زيارة جميع القارات تقريبًا، وحوالي 40 بلدًا للتطوّع، والبحث عن المعرفة، والتعلّم عن مختلف الثقافات، كما أنه تعرّف على العديد من أنماط السفر المختلفة، بما في ذلك السفر في شاحنة تخييم.
وفي عام 2019، عاد القرشي إلى كندا للعمل والسفر، واشترى شاحنة قديمة، وبدأ في تحويلها إلى عربة تخييم أثناء عمله في مزرعة عضوية.
وكان يخطط السفر من جزيرة فانكوفر في كولومبيا البريطانية إلى بنما، ولكنه اضطر للسفر ضمن كندا فقط مع إغلاق الحدود بين كندا والولايات المتحدة نتيجةً لجائحة “كوفيد-19”.
وتحتضن عربة التخييم الخاصة بالقرشي جميع الضروريات التي يمتلكها المرء في منزله، مثل سرير، ومغسلة، ومطبخًا صغيرًا، وثلاجة، ومروحة، كما أنها تمتلك الألواح الشمسية من أجل توفير الكهرباء.
وقال القرشي: “حصلت على جميع هذه الأفكار من كندا، وتعلّمت من السكان المحليين كيفية بناء عربة التخييم الخاصة بي من الصفر. ومع ذلك، بما أننا نعيش في مناخ مختلف، كان علي أن أضع ذلك بعين الاعتبار”.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يمتلك منزلاً يتوجه إليه في الفترات التي لا يسافر فيها، أجاب القرشي: “حتّى اليوم، لم أمتلك منزلًا بعد”.
ويستأجر الرحال بدلاً من ذلك شقّة مشتركة لأنه يحب التواجد بين الأشخاص، ومشاركة الأشياء، أو حتّى القصص معهم.
وهناك الكثير لاستكشافه في المملكة العربية السعودية من الشواطئ الخلابة، إلى المواقع التاريخية القديمة، إذ أكدّ القرشي الذي عاد مؤخرًا من زيارة إلى صحراء العلا التاريخية: “التجربة التي حظيت بها على متن (عربة التخييم) علاء الدين، وأثناء السفر حول المملكة تُعتبر تجربة جنونية تمامًا”.
وانتقل للعيش بعربة التخييم في كانون الثاني/يناير من عام 2022 ليستكشف المملكة على طول الساحل الأحمر في غرب وشمال البلاد أيضًا.
وإلى جانب الوجهات المثيرة للاهتمام، لم ينس الرحال ذكر تجربته مع الأشخاص الذين قابلهم على الطريق، والذين لم يدفعهم كرمهم لدعوته لشرب القهوة فقط، بل المبيت في منازلهم أيضًا.
وأوضح القرشي أن ضغط الأشخاص على أبواق سياراتهم لإلقاء التحية عليه عند مروره بهم على الطريق السريع أفضل جزء بالنسبة له.
ويُعتبر العيش في عربة تخييم ليس بالأمر السهل، ويعزو القرشي ذلك إلى سببين برأيه: انعدام أماكن محددة لركن الكرفانات، وعدم وجود مرافق ملائمة للاستحمام.
ورأى القرشي أن المملكة ستتمكّن من أن تكون وجهة رائعة لمن يمتلكون منازل على عجلات بمجرّد بناء البنى التحتية اللازمة لها مع افتتاح البلاد للسياح من جميع أنحاء العالم.