أشعرت اليوم السبت لجنة الأحياء العشوائية بمحافظة جدة أهالي حيي (العدل والفضل) ببدء فصل الخدماتـ تمهيداً للهدم، والمقرر بتاريخ 1 أكتوبر، وسط استياء أوساط المواطنين وملاك المنازل.
وكما كل مرة اكتفت اللجنة بإعلان تقديم خدماتها في نقل العفش، والسلال الغذائية، وخدمات التسكين الدائم، والتسكين المؤقت لحين استلام التعويض أو السكن الدائم، وخدمة التقديم على التعويض، على شرط الدخول عبر الموقع الإلكتروني أو الحضور إلى مبنى اللجنة.
لا تعويضات
إلا أن مواطنين، أكدوا بأنه لا تعويضات حتى الآن، ودعوا في تضامن مع سكان الأحياء المزالة، أو التي سيتم إزالتها، إلى صرف التعويضات أولاً، كما ذهب آخرون إلى أن وضع جدة أصبح لا يطاق.
وقال أحد الحسابات في “تويتر “اصرفوا تعويضاتهم كحق مشروع لهم نتمنى وضع جدولة واضحة، لكل حي لاستلام التعويضات”.
وضع لا يطاق
وتطرق آخر إلى المشاكل التي تعد من مضاعفات الهدد، فوضع جدة صار لا يطاق لا مدارس لا شوارع ميسرة، حد وصفه.
وواصل قائلاً “كلها زحمة أشيل هم الطلعة ليت خليتم الموضوع كل سنة في مكان” مشيراً إلى أن اللجنة لن تستطيع إكمال الموضوع بهذه السرعة كون الازدحام صار في كل مكان.
ارتفاع إيجارات
كما تأتي شكوى المواطنين من انعكاس الهدم للأحياء السكنية على الأوضاع الحياتية، منها ارتفاع أسعار إيجارات الوحدات السكنية التي بلغت أرقاماً قياسية.
ووصل إيجار شقة بـ3 غرف إلى أكثر من 30 ألف ريال، فيما لم تكن تتجاوز 20 ألف ريال منذ أشهر مضت.
وتزامنت المغالاة مع ما تسميها أمانة جدة، بعمليات التطوير التي تستهدف أحياء عشوائية في جدة، ما دعا سكان تلك الأحياء إلى البحث عن منازل بديلة بالإيجار يعيشون بها، ومع زيادة الطلب على المنازل التي يتم استئجارها شهدت سوق العقارات ارتفاعاً في الإيجارات، ما يجعل عدداً من المواطنين يعانون عند البحث عن سكن ملائم بسعر مناسب
“الهدد” فتك بالمدينة الساحلية
وفي وقت سابق أشارت مجلة “إيكونوميست” البريطانية إلى اختفاء معظم مناطقها الجنوبية وجزء كبير من وسط المدينة، حيث تفتك مخالب الحفارات في بقايا المساجد والمدارس والمصانع والأبنية السكنية.
وبحسب المجلة، فإن خلفية مشروع تدمير مدينة جدة القديمة بزعم تطويرها تقوم على فرضية معاقبة أبناء جدة، واتهمت في إطار تناولها ولي العهد الأمر، كونه يريد معاقبة مدينة جدة، لعدم رضوخهم للحكم مطلقًا، إذ إنه قبل قرن واحد فقط كانت جدة العاصمة الساحلية الكبرى لمملكة الحجاز، ومنافسة للرياض التي كانت موطن آل سعود، والتي كانت عبارة عن مجرد قرية طينية.
ولفتت إلى أن الأحياء الصاخبة تتحول إلى مدن أشباح حيث تكتب السلطات، دون سابق إنذار، كلمة “إخلاء”، باللون الأحمر على الجدران، ثم تقطع الكهرباء والماء.
كأنها منطقة حرب
ونقلت عن كاتب سعودي قوله عند وصفه لمدينة جدة القديمة “تبدو وكأنها منطقة حرب” ويضيف أن “هدد جدة تدنيس لـ “عروس البحر الأسطورية”، ولا أحد يجرؤ على الاحتجاج، وإنه لمن الشجاعة أن يتمتم البعض ويظهروا استياءهم”.