مع وزير التعليم الجديد: ما مصير نظام الدراسة وما هي مطالب المواطن؟
يترقب ملايين الطلاب وأولياء أمورهم طريقة إدارة وزير التعليم الجديد، يوسف بن عبدالله البنيان، للوزارة التي تسلم حقيبتها بأمر ملكي، بدلًا من الوزير المعفي د. حمد آل الشيخ.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قد أصدر أمرًا ملكيًا بإعادة تشكيل مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، تضمن إعفاء وزير التعليم د. حمد آل الشيخ من منصبه وتعيين يوسف بن عبدالله بن محمد البنيان بدلًا منه.
وقد تولى البنيان سابقاً منصب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) منذ العام 2015، وحصل على ماجستير في الإدارة الصناعية، العام 1996 من جامعة ”بريدجبورت“ في الولايات المتحدة الأمريكية.
اعتراضات سابقة
وكان أكثر قرار تميز به الوزير السابق آل الشيخ هو اعتماد نظام الفصول الدراسية الثلاثة بدلًا من فصلين، وامتداد العام الدراسي لفترة طويلة تتخللها إجازات مطولة مع إجازة صيفية أقصر مما كانت في نظام الفصلين. كما يرتبط بالوزير المعفي قرار استمرار الدراسة في شهر رمضان المبارك. في حين كانت المدارس والجامعات تتمتع بإجازة خلال شهر رمضان لسنوات طويلة حين كان الشهر الفضيل في فصل الصيف الحار.
“السعودية اليوم” شاركت في تغطية ملاحظات واعتراضات المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر المنصرمة، خصوصاً ضد قرارات وزير التعليم آل الشيخ. كما جاءت مطالبات بإقالته في هاشتاج #اقاله_وزير_التعليم_مطلب، في 31 يونيو المنصرم، وبلغت التغريدات في موقع تويتر إلى 63 ألف تغريدة.
وبرر المطالبون بإقالته للأسباب التالية: “مخرجات تعليم ضعيفة، ومستوى طلاب في الأدنى بمقابل حذف أغلب المواد الأساسيه في تعليمنا ولغتنا بحجة مسارات وتخصصات جديدة”، مؤكدين أن وزير التعليم ظلم المُعلم والطالب والخريج، وأرهق الجميع بفصوله الثلاث ومساراته التطويرية وفي النهاية كانت المخرجات صفر.
بطالة ومظالم التخصصات الأدبية
عند البحث عن طالبي التوظيف، ستجد أن هناك خريجين تعود سنة تخرجهم، إلى ما قبل 1418، من مختلف التخصصات الأدبية، كانوا الأقرب وما زالوا إلى رصيف البطالة ومعاناة الانتظار.
ومع أن هذه التخصصات لم يغلق باب الاحتياج لها، نظراً للاستقدام في وظائف شاغرة لها، لعمالة لديها نفس المؤهلات من دول أخرى، وهو ما يعمق من عملية الإهمال وعدم الالتفات إلى المواطن. فالآلاف من كليات التربية والآداب والعلوم الإنسانية من مختلف التخصصات ومنها تلك الأسرية والتعليمية، لا يجدون وظائف، كما أن إعلانات الاحتياج لا تلتف لهم منذ سنوات، وهو ما أكدته حالة من السخط والاستنكار، باتت تجد لها مكانا للتعبير عن ثورتها في منصات التواصل الاجتماعي.
وسم آخر متعلق بـ(حركة النقل الخارجي) والذي انتشر على “تويتر” وثق فيه المغردون، وبعضهم معلمون حالة الرفض والاحتجاج من النقل، وذلك في مقاطع مصورة، تم تداولها، والتي أوردت تساؤلات عدة، منها لماذا المعلم هو المتعب الوحيد في المملكة؟.
ووثقت معلمة، نقلت إلى مدرسة بعيدة عن منزلها، وثقت رحلة كفاحها، وسفرها اليومي، إلى إحدى القرى النائية، وقال صاحب حساب “هيئة المشاهير” أن فيديو المعلمة حصل على تفاعلاً كبيراً في تطبيق “التيك توك”.
خريجات رياض الأطفال
وفي وقت لاحق، دشنت التربويات من خريجات رياض الأطفال، وسماً حمل اسم (ظلم احتياج رياض أطفال) وذلك للمطالبة باستيعابهم في الاحتياج الحكومي كالتخصصات الأخرى، بالإضافة إلى رفض إسناد رياض الأطفال لشركة البلاد، التي يتطلب أن يتقدم طالبي التوظيف إليها بداية كل عام دراسي.
وتفاعل نشطاء مع التربويات إضافة إلى أن مرحلة رياض الأطفال من أهم المراحل التعليمية والتربوية كما أن التخصص فيها من أدق التخصصات في هذا الوقت، داعين إلى النظر لها بعين الاعتبار والأهمية. ولفتوا في حملتهم المستمرة إلى عدم تجاهل مطالب الخريجات، في توفير الاحتياج الحكومي، مؤكدين أن الوضع لا بد أن تعالجه الحكومة وتزيل الظلم عن مواطنيها.
ويقول النشطاء إن التعليم حق من حقوق كل طفل، إضافة إلى بيئة تعليمية توفر احتياجاته لإنشاء جيل سليم عقلي، ونفسي، يخدم هذا الوطن ويتوافق مع رؤيته في توسع مدارس الطفولة المبكرة.
كما يرون أن من أسباب الفشل إسناد التوظيف لإحدى الشركات “البلاد” ونشرت “عنان” إحدى الخريجات، صورا عن بعض المدارس، التي قامت وزارة التربية بإسناد شركة البلاد لتوظيف معلمات رياض الأطفال، في بيئة غير مهيئة للطفل حد تعبيرها.
مطالبات وزير التعليم الجديد
“السعودية اليوم” رصد العديد من المطالب والاقتراحات التي وجهها المهتمون بالتعليم وأولياء الأمور لتكون على طاولة وزير التعليم الجديد. وكان هناك العديد من الشكاوى بشأن عدم احتساب سنوات الخدمة لمعلمات بند 105، وكذلك مطالب بعودة الهيبة للغة العربية تحدثًا وخطابة وتعبير؛ وذلك لأنها لغة أساسية وهوية لابد وأن تكون أساس البنية التعليمية.
فصلان دراسيان بدل الثلاثة
كما رصد العديد من المطالب الموجهة إلى وزير التعليم الجديد بشأن عودة الدراسة لتكون فصلين دراسيين بدلًا من 3 فصول، مع تنظيم النقل المدرسي وإدخال المجال العملي في المدارس بشكل أكبر وكذلك التركيز على التفكير الناقد وصنع القرار والمهارات الحياتية وهي المفروض أن تكون كلها ضمن مادة وحدة.
ورأى البعض أن المدارس تصميمها لا يتوافق مع التطور في التعليم وكذلك المقاصف، فضلاً عن وجود تشتيت لجهد المعلم بين المنصة والعطاء حضوري، حيث أكد بعض المعلمين أن المنصة لم يعد لها احتياج بل يجب أن يكون التركيز منصبًّا حضوريًّا لزيادة التفاعل بين الطلاب والمعلمين.
هل سيرضخ الوزير لمطالب المواطنين؟
وجاء تعيين الوزير “بنيان” بعد أن قرر مجلس الشورى السعودي، في شهر يوليو/تموز الماضي، مطالبة وزارة التعليم بتقويم تطبيق تجربة نظام الفصول الدراسية الثلاثة على مدارس التعليم العام، ما فتح المجال أمام العودة لنظام الفصلين السابق منذ ذلك الحين. ووفق قوانين السعودية، يتم رفع القرارات التي يقرها مجلس الشورى إلى الملك.
وتعرضت تجربة الفصول الدراسية الثلاثة لانتقادات كثيرة من الطلبة وذويهم والمعلمين، طول العام الدراسي المنصرم الذي شهد تطبيق التجربة لأول مرة في المملكة، لكن وزارة التعليم مضت في خطتها تلك.
كما أعلنت الوزارة، في شهر أيار/مايو الماضي، عن تقويم العام الدراسي الجاري 2022/2023، أو تقويم العام 1444 بالتاريخ الهجري، والذي انطلق في نهاية شهر آب/ أغسطس الماضي، وتضمن 3 فصول أيضًا، وينتهي يوم 22 من شهر حزيران/يونيو من العام المقبل. وتقول وزارة التعليم إن ”نظام الفصول الدراسية الثلاثة، يحقق الاستثمار الأمثل للعام الدراسي والموارد التعليمية“.
كما ترى أنه ”يتيح فرصَ تطوير المناهج، وإدخال مواد دراسية جديدة، وإحداث التوازن في عدد أسابيع الفصول الدراسية، إلى جانب تحقيق فرصة تجديد النشاط والشعور بالحيوية للطلاب والطالبات من خلال إتاحة الإجازات المتعددة“.
بينما يوجه قسم من الطلاب وذويهم وحتى من المعلمين، انتقادًا لنظام الفصول الدراسية الثلاثة، ويقولون إنه يتسبب في طول العام الدراسي، واضطرار الطلبة والمعلمين للدوام خلال أشهر الحر.