مع الذكرى الـ 5 لتنصيبه ولياً للعهد.. هل بدأ بن سلمان تسويق نفسه كرجل توازن..؟
يحتفل الأمير محمد بن سلمان، بالذكرى الخامسة لمبايعته كولي للعهد، بعد إزاحته لابن عمه محمد بن نائف وتجريده من كل مسؤولياته، بتقديم نفسه كرجل توزانات وإيجاد حضور سعودي في كثير من الملفات الإقليمية.
ففي الـ 21 من يونيو 2021، في 21 يونيو 2017، أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز أمرًا ملكيّا يقضي باختيار محمد بن سلمان وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع.
وتوافق الذكرى هذا العام في وقت يقوم به بن سلمان بجولة خارجية استهلها، الإثنين، بزيارة مصر، التي سيغادر منها الثلاثاء إلى الأردن ثم تركيا، في جولة أراد بن سلمان أن يكون تسويقه فيها كرجل توزان في المنطقة.
عزز ذلك تقرير نشره موقع مصري أمس الإثنين استباقا لوصول ولي العهد إلى القاهرة، أورد أن بن سلمان سيبحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، تسريع ملف إجراء مصالحة مصرية مع تركيا والإخوان، وسط تنافس إقليمي دولي لإضفاء طابع رسمي على العلاقات مع جماعة الإخوان.
ووصف الموقع بن سلمان بأنه الحاكم الفعلي للمملكة وأن جولته تبدأ في الوقت الذي تبذل فيه الرياض جهودًا لتعزيز تحالفاتها الإقليمية قبل زيارة الرئيس الأمريكي، “جو بايدن” إلى السعودية الشهر المقبل.
ونقل عن مصادر مطلعة بأن زيارة بن سلمان ستضع الأساس لمحاولة السعودية ترسيخ مكانتها كشريك أبرز من الشركاء الإقليميين الآخرين فيما يتعلق بمبادرة التعاون الأوسع التي طرحتها واشنطن، في وقت سابق.
في إطار آخر ولتسويق نفسه كرجل توازن، أكد مصدر آخر تحدث للموقع، أن بن سلمان سيعمل على معالجة ملفين غير تقليديين، وهما تسريع التقارب مع تركيا والإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على الجبهتين منذ عدة أشهر، لكن بوتيرة أبطأ مما تريده الرياض.
وأضاف أن السعوديين يسعون بطموح إلى «قيادة إعادة هندسة التحالفات الإقليمية» في الشرق الأوسط بعد سنوات من التوترات بين القاهرة وأنقرة بسبب الإطاحة بالرئيس المصري السابق، محمد مرسي، والموقف الشخصي للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضد نظيره المصري، حسب المصدر.
وقال إن بن سلمان سيناقش شخصيًا المصالحة مع تركيا خلال لقائه مع السيسي، في حين ستتم مناقشة المحادثات حول الإخوان المسلمين في اجتماعات بين كبار المسؤولين في كلا البلدين.
ويأمل ولي العهد من كل ذلك أن يقدم نفسه للأمريكيين من خلال إرساء الأساس للتحالف الإقليمي للولايات المتحدة على أنه «صانع التوازن» في المنطقة، والقادر على توجيه دفة التحالفات الاستراتيجية الإقليمية.
ويقول المصدر إن إنجاز التقارب المتعسر بين القاهرة وأنقرة، وهما من أكثر القوى الإسلامية السنية نفوذًا، سيخدم هذه الغاية.
وفي النصف الثاني من 2021 بدأ التحسن التدريجي في العلاقات بين تركيا من جهة، والسعودية والإمارات ومصر من جهة أخرى، حيث تبادلت الرياض وأبو ظبي الزيارات الرسمية مع أنقرة، بينما أطلقت القاهرة محادثات «استكشافية» لتطبيع العلاقات في يونيو 2021، ومع ذلك، سارت محادثات القاهرة وأنقرة بوتيرة بطيئة مقارنة بالتقارب التركي الخليجي.
وتأتي التحركات الأخيرة بعد العزلة الخارجية التي عاشها بن سلمان عقب اغتيال الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي، في أكتوبر 2018 بالقنصلية السعودية في أسطنبول التركية.