تشير التقارير إلى أن شركة أوبر تواجه مشكلات في المملكة العربية السعودية بسبب التدخل الحكومي. وتعكس تجارب العديد من الأشخاص تلك المشكلات التي تواجهها الشركة في الرياض وغيرها من المدن السعودية.
وفقًا لشهادة رامي، وهو أحد المستخدمين، كانت تجربته مع أوبر في الرياض سيئة للغاية. فقد واجه صعوبة في العثور على سيارة أوبر تقله إلى اجتماعه العاجل. حيث تكررت حالات قبول طلبه ثم إلغائه من قبل السائقين المتعاقبين. الأمر الذي يضطر رامي إلى أن يمشي تحت درجات حرارة مرتفعة أو ينفق مبالغ كبيرة على استئجار سائق خاص.
يذكر رامي (ليس اسمه الحقيقي) إلى أن تجربته في السعودية كانت الأسوأ على الإطلاق، رغم استخدامه لخدمة أوبر في مدن أخرى مثل نيويورك ودبي وأوروبا.
يجعل الازدحام المروري في العاصمة السعودية الحارة التنقل أمرًا صعبًا. وعلى الرغم من توقع الكثيرين أن تكون المملكة العربية السعودية قد تحسنت في هذا المجال بعد إنشاء نظام المترو المتأخر، إلا أنه لا يزال هناك نقص في وسائل النقل العامة الأخرى وسيارات الأجرة.
في كثير من الأحيان، يتصل السائقون بالزبائن للاستفسار عن وجهتهم وطريقة الدفع التي يفضلونها. يفضل السائقون الدفع نقدًا والوجهات الملائمة، وفي حالة إجابة الزبون بشكل غير مناسب للسائق، يتم إلغاء الطلب.
يقول أحد المستشارين الغربيين الذي يسافر بانتظام إلى المملكة العربية السعودية لحضور الاجتماعات إنه من الصعب التنقل في المملكة وكذلك من الصعب التخطيط مسبقًا للرحلات. ويصف الحالة بأنها “فظيعة”.
تعود مشكلة أوبر في المملكة العربية السعودية بشكل كبير إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السعودية. كما توجد أهداف متعارضة بين وزارات مختلفة، مما يزيد من الفوضى ويؤثر على خدمة أوبر وغيرها من شركات النقل.
تسعى الحكومة إلى جذب المزيد من السياح وتشجيع الشركات الأجنبية على نقل مقراتها الإقليمية إلى المملكة. ولكنها تسعى أيضًا لتوفير فرص عمل للمواطنين السعوديين في القطاع الخاص وتقليل معدل البطالة. لذا، قررت الحكومة في عام 2020 أن يعمل السعوديون فقط في تطبيقات طلب النقل، مما أدى إلى تقليص عدد السائقين المتاحين لأوبر وفروعها التابعة للشرق الأوسط كريم، نظرًا لأن أكثر من 40 في المائة من سكان السعودية هم أجانب.
من جهة أخرى حصلت النساء على حق القيادة في عام 2018، ولكن من النادر رؤيتهن يعملن في هذه الشركات، كما أن اللوائح السابقة تنص على أن السيارات يجب أن لا يزيد عمرها عن خمس سنوات وأن يكون ملكها للسائقين.
وتشير التقارير إلى أن هذه السياسات أثرت بشكل كبير على توافر السائقين المؤهلين. والعديد من السائقين الذين يعملون لأوبر أو كريم لديهم وظائف بدوام كامل ويعملون مع الشركتين لساعات قليلة في اليوم، وغالبًا ما تكون خارج ساعات الذروة. وفقًًا لأشخاص يعملون في هذه المهنة.
يعترف محمد، الذي يعمل في شركة نهارًا ويعمل لأوبر ليلاً، أنه في كثير من الأحيان يرفض طلبات ستقوده إلى المناطق الأكثر ازدحامًا. يقول: “لا أحد يريد أن يقع في ازدحام المرور. أنا بالفعل أقضي ساعة ونصف في الذهاب والعودة من العمل”.
يذكر أحد العاملين في هذه المهنة بأن عدد طلبات الركوب التي يتم تلقيها وينهيها سائقو أوبر وكريم قد انخفض إلى حوالي 50٪ بعد تنفيذ القيود المتعلقة بالجنسية وعمر السيارة. ومع ذلك، يشير المصدر إلى أن هذا الرقم قد ارتفع في الآونة الأخيرة.
على إثر الشكاوى المتكررة، تم التراجع عن بعض اللوائح، وأصبح بإمكان السائقين استخدام سيارات يصل عمرها إلى سبع سنوات في خدمات أوبر وكريم.
وفي محاولة لتحسين الخدمة وتجاوز الصعوبات، قامت كريم بإضافة ميزات جديدة في تطبيقها تسمح للسائقين بمعرفة وجهتهم والأجرة قبل قبول الطلب، وهو ما لم يكن متاحًا في السابق وغالبًا ما كان يتسبب في إلغاء الرحلات. وقد قامت أوبر باتخاذ إجراءات مماثلة.
وعلاوة على ذلك، تعمل كلا الشركتين على وضع تمويلية بالتعاون مع الحكومة والبنوك لدعم السائقين. وقد رفضت كلأً من أوبر وكريم التعليق على أعمالهما في المملكة العربية السعودية.
بشكل عام، يواجه أوبر تحديات كبيرة في المملكة العربية السعودية نتيجة للتدخل الحكومي والمشكلات العملية المتعددة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتحسين، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به لتحسين تجربة الركاب والسائقين وتخفيف الازدحام المروري وتبسيط اللوائح المعقدة.