من بداية الصيف من كل عام، تعيش الأسر الأحسائية موسم “الليمون الحساوي الأخضر” ذي الرائحة النفاثة والمميزة، والذي يُعد ثاني أهم المحاصيل الزراعية التي تُنتج في الأحساء، شرق السعودية- نظير ما يتميز به من رائحة عطرية وملمس ناعم وطعم صيفي منعش، في حين يتباهى أغلب المزارعين بهذا المنتج.
وارتبط موسم قطف ثمار الليمون بعادة صيفية شعبية، حين يجتمع أفراد الأسرة في عصر كميات كبيرة من الليمون بالطريقة اليدوية دون استخدام آلات العصر الحديثة، ويُخزن لبقية العام، ويستخدم في الأكلات والشرب نظير فوائده الصحية.
في حين ذهبت بعض الأسر الأحسائية في المحافظة على العادة المتوارثة بعمل “الجميد”، وهو عبارة عن عصر الليمون الحساوي الأخضر، ومن ثم تصفيته من البذر، وتغطيته بقماش يمنع دخول الغبار والأتربة ويسمح بتبخر الماء منه، وبعد ذلك يستخدم كعصير مخفف بالماء.
كما تقوم بعض الأسر بـ”تعتيق” الليمون المشمس، وهو عبارة عن عصير الليمون الحساوي مع إضافة الملح والقرنفل
، ووضعه في قارورة زجاجية مغلقة الإحكام، ووضعه في الشمس لمدة لا تقل عن شهر، ومن ثم استخدامه في الأكلات الشعبية والشوربات والسلطات، حيث يضفي لها طعمًا سائغًا، ويكثر استخدامه في أطباق شهر رمضان.
والبعض يقوم بعصر الليمون مع إضافة القليل من السكر، ووضعه في أكياس متفرقة، ومن ثم تجميده واستخدامه فيما بعد كعصير بارد ومنعش يتناسب مع الأجواء الصيفية الحارة.
يتباشر فلاحون في الأحساء بقطف ثمار “الليمون الحساوي” في منتصف شهر يونيو من كل عام، وتحتاج بعض المحاصيل الزراعية الأحسائية إلى درجة حرارة ورطوبة عالية لتنضج، فبعد نضوجها يبدأ موسم الليمون الحساوي المتزامن مع موسم الرطب والتين.
كما أكد عدد من المزارعين زيادة إنتاج الليمون الحساوي خلال العامين السابقين بعد عزوف بعض الفلاحين بالأحساء خلال السنوات الماضية عن زراعة الليمون الحساوي، نظير انخفاض سعره وقلة وفرة المياه، وخلال هذا العام، لا تكاد تخلو مزرعة في الأحساء من شجرة الليمون، حتى انتعش السوق وأصبحت الكميات تصدر إلى مناطق السعودية.
ويمتاز الليمون بطعمه ورائحته العطرية القوية وبرقة القشرة وغزارة العصير عن غيره من الحمضيات الأخرى، ويحتفظ بمكوناته الطبيعية ورائحته حتى بعد مضي أيام من قطفه، كما أن لونه الأخضر لا يتغير حتى بعد تخزينه لعدة أشهر.
يذكر أن أبرز فوائد “الليمون الحساوي” أنه مصدر غني بالمغنيسيوم والبوتاسيوم ومضاد للأكسدة، ويحتوي على فيتامين (ج) الذي يساعد بشكل كبير على تحسين امتصاص الحديد في الجسم، فهو أمر مفيد للأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد ونقص الدم بالجسم.