أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن خطة إطلاق مشروع “وادي الفن” الذي يعد أحد الأصول الثقافية لمخطط “رحلة عبر الزمن”، الأمر الذي يثير العديد من الشكوك حول المشاريع التي أعلنتها المملكة طيلة السنوات الماضية، وإمكانية تنفيذها في ظل العجز الكبير بالموازنات المالية السنوية.
حيث يعزز تلك المخاوف تعثر أو تأخر أو إلغاء عشرات المشاريع، منها المركز المالي في الرياض، أو ما تعرف بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومبادرة الغاز السعودية، وأخرى وضعت في الأجندة لكنها ذهبت أدراج الرياح.
وبحسب المدير التنفيذي للإدارة العامة للفنون والصناعات الإبداعية، نورا الدبل، فإن مشروع “وادي الفن” سيتضمن أعمالاً فنية مستمدة من طبيعة العلا الفريدة لأشهر الفنانين السعوديين والعالميين، حيث سيستقطب عشاق الفن من جميع أنحاء العالم كون هذه الوجهة تشكل مزيجاً فريداً يجمع الأعمال الفنية الإبداعية المتكاملة مع البيئة الطبيعية.
وفي ظل البيروقراطية الحكومية، تواجه العديد من المشاريع في المملكة العديد من المشاكل بسبب الإجراءات الحكومية المعقدة في اتخاذ القرارات، وهو ما يسبب تأخر افتتاح المشاريع، أو الحيلولة دون تنفيذها وافتتاحها في موعدها المحدد، حسبما يذكر سلمان البيز، مدير مشروع المركز المالي.
ومع الإعلان المتواصل للمشاريع الطموحة والعملاقة في المملكة، تكمن مشكلة تعثر أو تعطل المشاريع الحكومية في عجز القطاع الخاص عن مواكبة الكم الهائل من المشاريع المعتمدة، كما أن الإنفاق العام يفوق قدرة وتحمل الاقتصاد المحلي بشكل كبير، كما يفوق قدرة قطاعات الإنشاءات على التعامل مع مشروعات التنمية، فضلاً عن عوامل فنية أخرى.
وحول أسباب تعثر المشاريع في المملكة، وجدت دراسة أعدها معهد الإدارة العامة مع وزارة البلديات والشؤون القروية السعودية، ونشرت نتائجها عام 2014، أن 30% من المشاريع فقط تتمتع بقدر كافٍ من المشرفين، بينما تعاني 50% من المشاريع من تدني مستوى كفاءة المقاول أو مدير المشروع، وبلغ حجم التراكمات السلبية على المشاريع أثناء التنفيذ 77%، كما أظهرت الدراسة عدم التزام المقاولين في تنفيذ المشاريع بنسبة 40%.