حولت المملكة العربية السعودية هدر لحوم الأضاحي إلى مشروع عملاق يستفيد منه المحتاجون في الحرم والفقراء داخل المملكة وخارجها في 27 دولة بالعالم الإسلامي.
ونشأ مشروع السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي في عام 1420هـ، وكان بداية مشروع نفذته المملكة، حيث أنشأت الدولة مجازر آلية حديثة ذات طاقة إنتاجية هائلة على أطراف مشعر منى بالمعيصم، تعد أكبر مجزرة أغنام في العالم، ونفذت وفق أحدث التقنيات الحديثة في أعمال الذبح والتبريد والتجميد للاستفادة الكاملة من لحوم الهدي والأضاحي.
ويصل عدد وحدات التشغيل والعمليات لدى “أضاحي” إلى ثماني وحدات تشغيل، وهي متكونة من خمس وحدات تشغيل مفتوحة؛ أربع للأغنام وواحدة للجمال والأبقار إضافة إلى ثلاث وحدات تشغيل مغلقة للأغنام. وحدات تشغيل مفتوحة هي عبارة عن وحدات تشغيل يشتري الحاج عند مدخلها سنداً أو أكثر بعدد الأغنام التي يرغب في شرائها، وبإمكانه أداء نسكه بنفسه أو تحت إشرافه، ومن ثم تتولى إدارة أضاحي إتمام عملية الإعداد، التنظيف، التجميد، التغليف، والتوزيع. أما المجازر المغلقة فيتم أداء النسك فيها عن طريق التوكيل بحيث يقوم الحاج بالشراء من إحدى منافذ البيع ويقوم المشروع نيابة عنه بتنفيذ النسك وإشعاره بتنفيذها على بيانات التواصل في حال رغبته، بحسب صحيفة “عكاظ” السعودية.
وتحدث المسن علي الشهري مصير الأضاحي التي يذبحها الحجاج خلال أيام التشريق، قائلاً: «كانت الأضاحي منذ أكثر من 40 عاماً تباع من قبل بعض الرعاة وأصحاب الأغنام والجمال في أطراف مشعر منى، وبعد اختيار الأضحية بأنفسنا من الباعة نكون أمام خيارين؛ إما أن نذبحها في مكانها، ونأخذ ما نريد منها لنطبخه لعدم وجود حملات آنذاك، وكل حاج عليه أن يتدبر طعامه؛ لذا نأخذ ما نريد ونترك الباقي في العراء خلفنا».
وأضاف: «كانت بقايا الأضاحي تتعفن في موقعها ومن ثم يتم دفنها عن طريق شيولات أو حرقها حتى لا تنتشر الأمراض آنذاك، وكان الذبح صعباً، إما أن تحضر أدوات الذبح معك، أو أن نبحث عن شخص يقوم هو بذبحها، وكنا نعاني كثيراً في العثور على شخص يذبحها، وقد لا نتمكن إلا ثاني أيام التشريق، والآن نحن في نعمة كبيرة فقد تحول ذلك الهدر إلى مشروع عملاق يستفيد منه أبناء العالم الإسلامي قاطبة».