شيء لا يصدق.. (أصحاب) التخصصات الأدبية بالمملكة في بطالة أبدية
قد لا يصدق أحد بأن هناك مواطناً سعودياً، يحمل مؤهلاً جامعياً ولم يجد فرصته في التوظيف الحكومي، منذ أكثر من 20 عاماً.
ذلك هو الحاصل في المملكة، فعند البحث عن طالبي التوظيف، ستجد أن هناك خريجين تعود سنة تخرجهم، إلى ما قبل 1418، من مختلف التخصصات الأدبية، كانوا الأقرب وما زالوا إلى رصيف البطالة ومعاناة الانتظار.
ومع أن هذه التخصصات لم يغلق باب الاحتياج لها، نظراً للاستقدام في وظائف شاغرة لها، لعمالة لديها نفس المؤهلات من دول أخرى، وهو ما يعمق من عملية الإهمال وعدم الالتفات إلى المواطن.
فالآلاف من كليات التربية والآداب والعلوم الإنسانية من مختلف التخصصات ومنها تلك الأسرية والتعليمية، لا يجدون وظائف، كما أن إعلانات الاحتياج لا تلتف لهم منذ سنوات، وهو ما أكدته حالة من السخط والاستنكار، باتت تجد لها مكانا للتعبير عن ثورتها في منصات التواصل الاجتماعي.
فمنذ أيام ينشط مواطنون على أمل إيصال صوتهم إلى الجهات المعنية في الحكومة التي يرون أنها المسؤولة الأولى عمّا يحصل معهم، مطالبين بوضع حلول عاجلة، وعلى ولي العهد محمد بن سلمان الوفاء بوعوده في رفاهية الشعب السعودي، بينما عشرات الآلاف لا تجد طريقها إلى العمل.
وأتت الحملة في وسائل التواصل الاجتماعي تزامنا مع مطالبات بإقالة وزير التعليم، الذي يرون أن أثبت فشله، كما أن الفشل زاد مع استمرار مشكلة حاملي الشهادات من التخصصات الأدبية.
وكان نشطاء قد طالبوا عبر هاشتاج #قالة_وزير_التعليم_مطلب بإقالة الوزير أحمد آل الشيخ، وهو الوسم الذي ما زال نشطا في تويتر، ويتهم التشطاء الوزير بأنه أصدر سلسلة من القرارات الخاطئة، طلية الفترة الماضية بشأن الطلاب والمعلمين وحتى خريجي الجامعات.
وعن أصحاب التخصصات الأدبية طالب النشطاء بالتجمهر أمام الوزارة، بعد أن تم استثنائهم كما كل عام، جاء ذلك في تفاعل واسع من قبل خريجين وخريجات الذين شرحوا معاناتهم مع الحصول على الشهادات أولا ثم رحلتهم التي لم تنته هن التوظيف.
وغرّد “هزاع الشمري” “بيوتنا امتلأت بالعاطلين والعاطلات، وتعب السنين ذهب هدراً والعمر يمضي ومازلنا ننتظر الى متى ونحن نطرق تلك الأبواب التي طال أمدها ولا تستجيب تعبنا وأتعبنا من حولنا وهم لاحول لهم ولا قوة”.. متسائلاً “ماذا نحن فاعلون؟”.
أما “ندى” وهي الأخرى تحدثت عن معاناتها في تخصص التربية الأسرية، التي قالت إنها مشكلة لم تجد لها حلاً، كما أن الحكومة لم تعد النظر فيها” وقالت “إلى متى ننتظر دورنا في التوظيف، مشيرة إلى إنها تواجه إحباطاً يتكرر كل سنة”.
وذكرت أنها خريجة في العام 2020، إلا أنها تتحدث عن “بنات” ينتظرن دورهن في التوظيف منذ 30 عاماً، وقالت “هل مصيرنا بيكون نفسهم يا وزير التعليم اتمنى تنظر لرسالتي”.
وقال “فيصل العازمي” “حسبي الله على كل من كان السبب، يسندون المواد لتخصصات أخرى ويقول ما في احتياج، نضحك على من، أكثر تخصصين لغة عربية ودين ما فيها احتياج.
وطالب العازمي ساخراً إلى إغلاق التخصصات في الجامعات أفضل معبراً عن صدمته من الذي يحصل”.
“بنت سلمان” طرحت عددا من الأسئلة التي تلخص معاناة أصحاب التخصصات الأدبية، إذ قالت “إلى متى سنتتظر، إلى متى سنبقى مُعطلين، مُهمشين؟” وأضافت “نحن بنات الوطن ومطلبنا بسيط جدا فقط حصرنا وتوظيفنا”.
أما هالة فقالت “وزارة التعليم مسؤولة عن خريجيها وخريجاتها، لا أحد يقبل تخصصاتنا غيرها، من أجل دراسة خمس سنوات جامعة واختبار قياس أكثر من مرة، ثم اصدرنا الرخصة، والآن الاحتياج صفر، بأي حق مين يعوضنا طول هذه السنوات”.
وقال آخر “سؤال محير ما دام جميع التخصصات الأدبية، ما لها احتياج أبداً، وفيه خريجون متكدسون في هذه التخصصات يسدونها لسنوات ويكفون” طيب ليش ما تقفلون هذي التخصصات في الجامعة وأنتم قاعدين تخرجون وتزيدون التكدس”.