كيف يتغلغل الإعلام الإسرائيلي في بلاد الحرمين؟!
فهد الغفيلي
بعد الاختراقات الكبيرة التي حققها الاحتلال الإسرائيلي في المملكة بتواطؤ ابن سلمان، كحذف النصوص المعادية لـ “إسرائيل” من مناهج التعليم وتعيين حاخام رئيس في المملكة واستثمار رجال الأعمال “الإسرائيليين” وتحليق طائراته في أجواء المملكة والسماح للأجانب بالتملّك في الحرمين الشريفين!
بعد أن كان إعلام الاحتلال يكشف ما يكتمه إعلامنا من الخيانات والتسهيلات التي يقدّمها لهم نظام ابن سلمان! شهدت الأيام الأخيرة تطورات خطيرة تمثّلت بتواجد الإعلام الإسرائيلي وبث عدد من تقاريره من قلب المملكة، ليفتح الباب أمام ماكنة الإعلام الإسرائيلية الخبيثة بالتواجد فعليًا!
منذ تسنّم ابن سلمان ولاية العهد برزت ظاهرة دخول “الإسرائيليين” للمملكة وإظهار هويتهم علانية وأشهرها قيام بن تسيون (مرشح سابق لعضوية الكنيست) بتدنيس المسجد النبوي في 2017 ونشر صوره بملابس مكتوب عليها بالعبرية! ولم تعلق الحكومة على الموضوع أو يتحرك الأمن للتحقيق في هذا الاختراق!
لكنّ الأسابيع الأخيرة شهدت تواجدًا مكثّفًا لإعلام الاحتلال “الإسرائيلي” كقناة كان والقناة 12 والقناة 13 وقناة i24NEWS Arabic وصحف Jerusalem Post و Times of Israel، والذين بثّ مراسلوهم تقاريرهم من أماكن منوّعة من داخل المملكة، واحتفوا بدخولهم لأرض الحرمين وبث تقاريرهم منها!
اللافت أن عددًا من المراسلين كانوا مراسلي شؤون عسكرية! حيث أوفدت القناة 13 معلّق الشؤون العسكرية “ألون بن ديفيد”، وأوفدت صحيفة Times of Israel معلّق الشؤون العسكرية “يؤآف ليمور” للمملكة! ومن المعلوم أن كثيرًا من مهام المراسلين العسكريين لا تخلو من مهام “أمنية واستخباراتية”!!
كما بثّ عدد من مراسلي إعلام الاحتلال تقاريرهم من داخل المساجد! * مراسل القناة 13 الذي دنّس مكة المكرمة * المراسل العسكري للقناة 13 الذي دنّس جامع الملك خالد بالرياض * مراسلا القناة i24NEWS Arabic اللذان دنّسا جامع الميداني بالرياض * مراسل Jerusalem Post الذي دنّس المسجد النبوي
في كل دول العالم هناك آلاف المراسلين الذين يمارسون إعمالهم الإعلامية، ولكن لم نسمع أن أحدًا منهم يبث تقاريره من داخل أحد أماكن العبادة (ما لم يرافقه حدث مهم)! أما إعلام الاحتلال الإسرائيلي فتعمّد بث مشاهد من داخل مساجد المملكة لإيصال رسائل دينية ولاستفزاز مشاعر المسلمين!
ابن سلمان تواطئ مع الصـ.هاينة وسهّل لهم دخول الحرمين، حيث تمّت إزالة لوحات “للمسلمين فقط” من مداخل المدينة المنورة، وإدراج “اللغة العبرية” في لوحات الترحيب عند أحد مداخلها! وهو ما أكده Avi Jorisch مراسل صحيفة Jerusalem Post العبرية، عند زيارته للمملكة وتدنيسه للمسجد النبوي.
تواجد إعلام الاحتلال في أماكن مختلفة في المملكة (بما فيها المساجد) يحمل رسالة مفادها: “أننا نستطيع التسلّل لكل مكان” وما بثّوه قد يكون جزءً يسيرًا ممّا وثّقوه، فدهاؤهم وخبثهم لا يخفى على عاقل. وقد تكون هذه البداية والمنطلق لتواجد إعلامي لمراسلين أكثر يبثون تقاريرًا لقنواتهم!
الرسالة الخطيرة الأخرى التي يريد إعلام الاحتلال الإسرائيلي إظهارها من خلال تواجده في قلب المملكة، هي نشر الجولات اليومية لمراسليه وإظهار “تقبل الناس لهم”، وذلك في محاولة لتشويه صورة أبناء المملكة وكسر حاجز الرفض الشعبي الكبير تجاه أي محاولة تطبيع رسمية للحكومة مع الاحتلال!
شعب المملكة رافض للتطبيع، وأكّد ذلك مراسل Times of Israel عند زيارته للمملكة بقوله: “في جدة لا تزال إسرائيل من المحرمات، والطريق للتطبيع غير ممهد، حيث لايزال المجتمع يحمل أفكاراً معادية لإسرائيل”. كما أظهر استطلاع حديث لمعهد واشنطن أن نسبة رفض التطبيع في المملكة تفوق 75%
ـمن صفحة الكاتب في توتير بتصرف