كيف ابتليت “نيوم” بالانتكاسات المتكررة؟ وكالة أمريكية تجيب

منذ الإعلان عن إنشائها في العام 2017، ومدينة نيوم، كمشروع دائم التعرض للانتكاسة، ولا جديد سوى الإعلانات المتكررة لولي العهد محمد بن سلمان، الذي قام مؤخراً بالكشف عن صندوق، أنشئ بقيمة 80 مليار دولار للاكتتاب العام للمرحلة الأولى للمشروع والتي تبلغ حوالى 320 مليار دولار.

أكدت ذلك وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير أخير لها، أشارت فيه إلى أن المملكة ستخصص 300 مليار ريال (80 مليار دولار) لصندوق استثماري مرتبط بالمشروع الضخم الرائد لولي العهد، نيوم ، كما تخطط لطرح عام أولي للمشروع في سوق الأسهم في المملكة في أقرب وقت ممكن في عام 2024.

وأفادت الوكالة أنه من المحتمل أن يتوسع صندوق نيوم للاستثمار إلى 400 مليار ريال، بحسب حديث محمد بن سلمان للصحفيين في جدة.

وقالت إن مستثمرين عالميين استمعوا لبن سلمان، من بينهم “بريدج ووتر أسوشيتس مؤسس راي داليو، تيم كولينز من ريبل وود، والأمير السعودي الوليد بن طلال، والملياردير الكويتي محمد الشايع”.

ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أنه للمرة الأولى، يتحدث الأمير محمد بن سلمان عن تفاصيل المشروع، وحول كيفية تخطيطه لتمويل نيوم – أحد أكبر برامج البناء وأكثرها تعقيدا في العالم.

والمرحلة الأولى من المشروع، تستمر حتى عام 2030، وستكلف 1.2 تريليون ريال، وسوف يغطي صندوق الاستثمارات العامة نحو نصفها، وسيسعى المسؤولون إلى جمع 600 مليار ريال أخرى من صناديق الثروة السيادية الأخرى في المنطقة، والمستثمرين من القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية وخارجها، والطرح العام الأولي لشركة نيوم نفسها في سوق الأسهم السعودية – وهي فكرة الأمير أولا، طرحت في عام 2017.

ونقلت عن بن سلمان قوله “لدينا أهداف كبيرة لجعل المملكة العربية السعودية من بين أكبر ثلاثة أسواق للأوراق المالية على هذا الكوكب”.. مضيفا أنه يتوقع أن يحدث الاكتتاب العام لشركة نيوم حوالي عام 2024 وربما يضيف أكثر من 1 تريليون ريال إلى حجم سوق المملكة. ولم يذكر حجم بيع الأسهم أو يشرح تفاصيل هذا التقييم. وأضاف أن الصندوق السيادي السعودي سيبيع في نهاية المطاف أسهما في جميع شركاته.

وتم الإعلان عن نيوم في عام 2017، وهي خطة ولي العهد لتحويل مساحة من الصحراء بحجم بلجيكا إلى منطقة عالية التقنية مع مدينة خطية ومنتجع للتزلج ومدينة صناعية تطفو جزئيا على الماء.

وقد وصفها بأنها اختبار للتقنيات الجديدة التي يمكن أن تحدث ثورة في الحياة الحضرية، فضلا عن كونها وسيلة لجذب الاستثمار الأجنبي وتنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية المعتمد على النفط. ولكن بعد خمس سنوات، ابتليت نيوم بالانتكاسات، وكثير منها نابع من صعوبات تنفيذ أفكار الأمير الكبرى والمتغيرة باستمرار، وفقا لموظفين حاليين وسابقين.

وفصل إعلانه الأخير خطة داخل نيوم لناطحات سحاب توأم تمتد أفقيا لأكثر من 100 كيلومتر، وتحتوي داخلها على مدينة بأكملها يبلغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة. يعرض معرض جديد مفتوح للجمهور في جدة التصاميم المحتملة ل “وحدات” المباني – التي سيتم بناؤها على مراحل – من قبل شركات الهندسة المعمارية العالمية بما في ذلك مورفوسيس ومقرها لوس أنجلوس وأركيغرام ومقرها المملكة المتحدة.

وردا على سؤال حول سبب رغبته في بناء نيوم، قال الأمير للصحفيين إن خطته لإعادة تشكيل المملكة العربية السعودية تنطوي على زيادة عدد سكانها من حوالي 34 مليون نسمة حاليا إلى ما بين 50 مليونا و60 مليونا، بحلول عام 2030، وأضاف أن نصفهم سيكونون أجانب، مقارنة بالتوازن الديموغرافي الحالي للمملكة البالغ نحو ثلث الأجانب وثلثي المواطنين السعوديين.

وقال ولي العهد إن العاصمة الرياض ستكون مكتظة إذا توسعت أكثر من اللازم – لقد أعلن بالفعل عن نيته ضعف عدد سكانها لكن “نيوم ستعتني ب 10 ملايين”.

وقال إنه بحلول عام 2030، يهدف إلى أن يصل 1.5 مليون شخص يعيشون في “The Line” المباني التوأم – إلى 9 ملايين بحلول عام 2045.

وقال إن نيوم ستبدأ في إشراك كبار المستثمرين المحتملين بحلول نهاية هذا العام. وقال إن المسؤولين يتحدثون إلى شركات “في جميع أنحاء الكوكب”، والعديد من الشركات الصينية تعمل بالفعل في نيوم.

وأضاف أن السعودية تخطط أيضا للاستثمار في مصر المجاورة لاستكمال المشروع، بما في ذلك في منطقة شرم الشيخ السياحية، التي تقع عبر البحر الأحمر من نيوم. سنخلق استثمارات ضخمة في مصر”.

وقال الأمير إنه بالإضافة إلى 600 مليار ريال من الصندوق السيادي السعودي، ستعتمد المرحلة الأولى من نيوم على “دعم حكومي” يتراوح بين 200 و300 مليار ريال، دون توضيح الشكل الذي سيتخذه ذلك. وقال إنه يريد في نهاية المطاف أن تكون نيوم مكتفية ذاتيا وأن تحقق عائدا على الاستثمار بنسبة 13-14٪.

وتطرقت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية  إلى أن عهد الأمير محمد كحاكم فعلي للمملكة اتسم بطموحات وأهداف عالية للغاية، مقارنة بالتنفيذ المحدود على الأرض حتى الآن.

ولفتت إلى أنه قد أعلن عن نواياه في عام 2016 للاكتتاب العام الأولي لشركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو السعودية، التي كان مخططا لها في البداية للأسواق العالمية ثم تم تقليصها لاحقا إلى بيع أسهم محلية في عام 2019. قال الأمير مرارا وتكرارا إنه سيكون سعيدا إذا حقق 50٪ مما يعتزم القيام به.

Exit mobile version