أوضح الكاتب عبداللطيف الضويحي، أن مناطق الأطراف تعاني كثيراً من البطالة، بعكس المدن الكبرى في المملكة، وما وراءها من أرياف ومناطق من فرص وموارد.
وذكر الضويحي في مقال له على صحيفة عكاظ كنوز، أن بعض تلك المناطق تعد “كنوزاً” إلا أنها ما تزال، رغم برامج التحول، بعيدة عن الاستثمار الأمثل في حل مشكلات البطالة واستثمار قدرات أبنائها.
ولفت في المقال الذي حمل عنوان (البطالة في مناطق الأطراف والهويات الاقتصادية) إلى أن البطالة تشكل هاجساً موازياً وأحياناً مقدّماً على فكرة المشروع الحكومي، مشيراً إلى أنها تمس القدرة الشرائية للمجتمع ككل، وإذا كان هذا يسري على كل المناطق والمدن إلا أنه في المناطق الطرفية يصبح مقلقاً أكثر.
وعن أسباب البطالة، في مناطق الأطراف، قال الضويحي إن بعضها يرجع إلى التخطيط المركزي للتنمية سابقاً، الذي كان لا يرى إلا الخطوط العريضة، وبالتالي هو لا يرى ما بين المدن الكبرى، وما وراءها من أرياف ومناطق ومن فرص وموارد وثقافات عمل خلافاً للمدن الكبرى.
كما أجمل أسباباً أخرى منها ما تقع على التعليم وخاصة الجامعي، التي تستنسخ برامجها دون مراعاة لما تمتاز به كل منطقة من ثقافات وموارد طبيعية وبشرية وهوية اقتصادية، ومنها عدم وجود تخطيط للموارد البشرية للمنطقة بالتنسيق والتناغم، مع الفرص الاستثمارية والوظيفية في المنطقة.
وقال إن هناك مناطق لا تعاني من نقص الموارد الطبيعية ولا تعاني من شح الفرص، لكنها تفتقر للتخطيط، في مواردها الطبيعية والبشرية، كما أن جامعاتها للأسف في وادٍ ومواردها الطبيعية في وادٍ، ومواردها البشرية في وادٍ آخر، وقال “جامعاتها ومعاهدها المهنية للأسف تفتقر للتخصصات والبرامج المناسبة لمواردها الطبيعية الملائمة”.
فرص ذهبية
وأشار إلى تناولات سابقة له، بأن هناك فرصاً ذهبية أخرى تمكن في بناء قاعدة صناعية اقتصادية تنطلق من موارد المنطقة الطبيعية والبشرية وتستهدف سوق الدولة المجاورة لكل منطقة.
وأضاف أن معنى ذلك أن كل منطقة ستزدهر بها صناعات مختلفة ومتفردة تنعش اقتصادات المناطق الطرفية على وجه الخصوص وتخلق فرص عمل وفرص استثمار كبيرة في كل منطقة انطلاقاً من حاجة سوق الدول المجاورة.. مشيراً إلى أن ذلك يتطلب تخطيطاً ذكياً وعبقرياً غير مركزي، كما يتطلب تغييراً جذرياً لثقافة الجامعات، خاصة جامعات المناطق الطرفية أو مناطق الأطراف.