كاتبة في شؤون النفط: زيارة “بايدن” لن تكبح أسعار الوقود

يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن السعودية، الجمعة، آملاً إقناع الرياض بزيادة إنتاجها من النفط، في محاولة لكبح ارتفاع أسعار الوقود وخفض التضخم.

حتى لو أغرقت السعودية السوق العالمية بالنفط، فإن ذلك لا يضمن خفض أسعار البنزين. غير أن الكاتبة في شؤون النفط، أريانا سكيبل، استبعدت أن تفضي الزيارة إلى تحقيق هذا الهدف.

وكتبت في تحليل لمجلة “بوليتيكو”، أن السعودية التي تتلك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم “ليس لديها الكثير من النفط لتقدمه، وهي تواجه صعوبات في تحقيق أهداف إنتاجها”، مضيفة أن انتاج كميات إضافية من النفط “يتطلب اجماعاً بين أعضاء منظمة أوبك بلس”.

وخفضت دول تحالف أوبك+ إنتاجها بملايين البراميل أثناء الجائحة تفادياً لإغراق السوق بكميات من النفط لا يمكن استيعابها في ظل تدابير الحجر المنزلي والقيود الصحية.

ومع انتعاش الاقتصاد، وزيادة الطلب على النفط، قرّرت أوبك بلس، الحد تدريجياً من الاقتطاعات في إنتاجها، فاعتمدت في مايو(أيار) 2022 استراتيجية تقضي بزيادة حجمه على مراحل.

وفي هذا الإطار، قال بول سانكي، كبير المحللين في شركة الأبحاث “سانكي” للمجلة: “ليس من الواضح أن الزيارة ستؤدي إلى أي شيء من أجل زيادة الإنتاج”.

اضطراب

بدوره، قال الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بن كاهيل للمجلة: “حتى لو أغرقت السعودية السوق العالمية بالنفط، فإن ذلك لا يضمن خفض أسعار البنزين”.

ورأى كاهيل أن “التقلبات في أسعار النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية، لا علاقة لها باضطراب الإمدادات”، مشيرًا إلى أن “غموض مجريات الحرب الروسية على أوكرانيا أدى إلى اضطراب أسواق النفط العالمية”.

وأوضح أن “جزءاً كبيراً من ارتفاع الأسعار، سببه العوامل الجيوسياسية والمضاربات المالية، فإذا نظرنا إلى السوق الفعلية والطلب الفعلي، وتداول براميل النفط الخام الفعلية، لا تجد أي اضطراب في أي مكان”.

 أهداف الزيارة

وأشارت المجلة إلى أن بايدن سعى إلى تفادي الربط بين زيارته وخفض أسعار الوقود، إذ قال للصحافيين الشهر الماضي إنه لن يطلب من القادة السعوديين “مباشرة زيادة إنتاج النفط”.

لكن كاهيل أوضح أن للرئيس القليل من الخيارات المتاحة للتعامل مع ارتفاع أسعار النفط، وأن طلب المساعدة من أوبك، أحدها.

وقال: “لن يكون لذلك تأثير فوري، لكن هذا النوع من الحوار بين واشنطن والرياض بنّاء ويجب الترحيب به”. ورأى أن زيارة بايدن للرياض “ترتبط بقضايا الأمن الإقليمي أكثر منها بإنتاج النفط”.

وقبل أيام، دافع الرئيس الأمريكي عن قرار زيارة السعودية، موضحًا أنها “ضرورية للمصالح الأمنية الأمريكية، وأن منطقة الشرق الأوسط أساسية للتجارة العالمية، وسلاسل التوريد التي نعتمد عليها”، خاصةً سيما في ضوء العقوبات على روسيا رداً على حربها في أوكرانيا.

Exit mobile version