كيف أصبحت منصات التواصل ملجأ المناشدات للأسر “الفقيرة”؟
باتت مناشدات الأسر الفقيرة والمحتاجة في وسائل التواصل الاجتماعي، تشكل ظاهرة وسمة بارزة في المملكة ، تستوجب البحث عن أسبابها، ولما زادت في السنوات الأخيرة.
حيث تجد الفيديوهات التي تنتشر على التواصل، طلباً للمساعدة، تضامناً واسعاً من المؤثرين، الذين يحملون بدورهم الحكومة وخطط محمد بن سلمان المسؤولية لما آل إليه وضع المواطن، الذي يلجأ إلى أن يبث شكواه في العالم الافتراضي، بعد أن انقطعت عنه السبل.
وتتنوع المناشدات ما بين الحاجة للعلاج، أو الوظائف أو الدعم المالي، إلا أن الأغلب فيها هي لعائلات تعرضت للطرد من منازلها، خصوصاً في مدينة جدة، التي ينفذ فيها “هدد جدة” الذي طرد آلاف المواطنين من منازلهم.
ملجأ للمواطنين
وما يؤكد أن التواصل، غدا ملجأ لمناشدات المواطنين، ما يتم رصده من مناشدات لمن دفعتهم الحاجة للعلاج، أو التدخل الجراحي للتخلص من امراض مستعصية، تحتاج مبالغ مالية كبيرة، ونتيجة للوضع الاقتصادي الذي يمرون به، تكون المناشدة وسيلتهم الأقرب.
ولا تخلو بعض الفيديوهات من شكاوى التعسفات التي يتعرض لها أصحابها، من مسؤولين، أو الانتقاد للسياسة الحكومية التي تفرض الضرائب على كل الخدمات كما أنها مهتمة بالترفيه، بينما البطالة تعصف بالشباب السعودي، من حملة الشهادات وصولاً إلى التسكين الذي غدا الهم المؤرق للسعوديين.
مكان بديل للشكوى
كما شكلت وسائل التواصل مكانا بديلاً للمواطنين لإيصال شكاواهم من الجهات الحكومية، التي لا تراعي الاحتياجات منها وزارة التربية والتعليم، التي استثنت ذوي تخصصات جامعية من حصص التوظيف، في الوقت الذي يتم فيه استقدام أجانب.
جمعية الإسكان
وبين الحين والآخر يشكو مواطنون من جمعية الإسكان التي تقوم بطردهم من منازلهم، لعدم استطاعتهم في دفع الأقساط بشكل منتظم، منه فيديو انتشر يوليو الماضي، يعود لمواطنة، شكت لمحمد بن سلمان طردها من منزلها.
وأوضحت المواطنة في الفيديو، أن جمعية الإسكان طردتها من منزلها الكائن في القريات، والذي تسكن فيه منذ 10 سنوات، وهو ما دفع الجمعية إلى الرد في بيان أوضحت فيه أن المرأة الظاهرة في المقطع كانت تقيم في مسكنها مجانا لمدة عشر سنوات ورفضت تنفيذ أمر الإخلاء.
ضحايا هدد جدة
إلى ذلك تسبب هدد جدة، بمأساة كبيرة لسكان أكثر من 60 حياً، والذين يصل عددهم إلى أكثر من 500 ألف نسمة، وذلك بطردهم القسري من المنازل التي يسكنونها منذ عشرات السنين.
ووجدت الأسر الفقيرة نفسها في الشوارع مع ما يقدرون من إخراجه معهم من أثاث وأغراض، دون أي مساعدة أو تنفيذ الوعود من إسكانهم وتعويضهم.
ويذكر أن الهدم تسبب أيضاً في ارتفاع أسعار الإيجارات، مشكلاً أزمة سكن رهيبة، ضاعفت من المعاناة لدى آلاف الأسر دفع بعضها إلى أن تعبر عن نفسها في وسائل التواصل الاجتماعي.