يرصد الكاتب الصحفي محمد المرواني أقوى رسالة مقلقة من شركة المياه على قلب المواطن، والتي يعيش بعدها حالة من القلق التام والدعاء المستمر، لافتًا إلى قلق وخوف المواطنين من فواتير المياه والكهرباء، خاصة المياه التي لا يعلم أحد ماذا تكون قيمتها.
وفي مقاله “الماء والكهرباء!!” بصحيفة “المدينة”، يقول المرواني: ” (تمت قراءة العداد، وستصدر فاتورتك بعد ثلاثة أيام)!! أقوى رسالة مقلقة من شركة المياه على قلب المواطن العادي.. يعيش بعدها حالة من القلق التام والدعاء المستمر: يا رب استر من فاتورة الماء!! لأنك لا تعلم ماذا ستكون قيمتها؟، هل ستكون بقيمة لا تتجاوز ٢٠٠ أو ٣٠٠ ريال على الأكثر؟، أم ستكون أقل؟ أم ستكون المفاجأة، ويكون هذا المواطن أو ذاك هو ضحية هذا الشهر؛ بفاتورة قد تصل حسب ما أسمع ومر بي، نصف راتبك إن كنتَ من متوسطي الدخل، أو راتبك كله إن كنتَ من محدودي الدخل؟”.
ويعلق “المرواني” قائلاً: ” كان بالماضي المواطن يرتبط بوزارة الزراعة والمياه، ويا حليل بعداداتهم الطبيعية، وقراءتها!! ويا زين فواتيرهم ثابتة وغير متدحرجة!! أو متدرجة كقطعة الثلج.. ثم أتت شركة المياه، وكانت التوجيهات الحكومية بأن تكون في عون المواطن لتوفير الماء، وتقديم خدمات سهلة وميسَّرة، ولكن الواضح أن دخل الشركة أصبح أهم من المواطن، حتى لو كان من محدودي الدخل!”.
ويؤكد “المرواني” أن: “شركة المياه الوطنية مملوكة للدولة، وهي ليست شركة ربحية، بل هي دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين لتوفير الماء لكل مسكن، فهل من نظرة يا معالي وزير البيئة والمياه والزراعة على العدادات الإلكترونية، وقياس مدى جودتها؟.. الكهرباء والماء مدعومتان من الدولة -أعزها الله-، والفرق بين الشركتين أن المواطن مع الكهرباء يتوقع فاتورته حسب استهلاكه، فتنخفض شتاءً، وتزيد صيفاً حسب معدل الاستهلاك.. أما المياه، ففاتورتها على طريقة النشرات الجوية، تؤثر على جيب المواطن بشدة، حارة صيفاً، شديدة القسوة شتاءً”.
وينهي “المرواني” قائلاً: “عندما تتابع وسائل التواصل الاجتماعي تجد شكوى المواطنين على خدمة العملاء لشركة المياه، يقابلها ردود للشركة تفيدك: بأن كل شكوى مرفوضة، وغير صحيحة، وكأنها تريد أن تقول: (ادفع وأنت ساكت لا نموِّتك من العطش)!!”.