عرّت حادثة الاعتداء الوحشي، الذي قام به رجال الأمن على يتيمات خميس مشيط، ادعاءات حقوق المرأة في المملكة، التي يروج لها منذ تولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والذي تبنى سياسة الانفتاح، والتي ترافقها حملة إعلامية في الغرب.
وتزامنت الحادثة التي تفاعل معها الرأي العام، مع أحكام قضائية، صدرت على ناشطات، قضت عليهن بالسجن لعقود، كأطول أحكام تصدر بحق نساء على مستوى العالم.
ما القادم..؟
كل ذلك كما يرى مراقبون ستؤثر على رؤية المملكة الانفتاحية، وأن تحققها بعيد المحال، إذا ستمرت مظاهر العنف تجاه النساء، كما يفتح باب التخوف عن مصراعيه عن شكل المستقبل الذي يرسمه بطريقة حالمة الأمير محمد بن سلمان.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية سخرية واسعة، من الأحكام القضائية التي تستهدف نساء وبتهمة تغريدات على تويتر، وفي إطار مناصرتهن لقضايا المرأة في تناقض عجيب وغريب.
وفي ضوء ذلك يصبح الترويج والتسويق للانفتاح عالمياً والذي ينفق عليه مليارات الدولارات، محل شكوك، كونه لذر الرماد على العيون ومحاولة لشراء منظمات دولية على حساب الواقع المظلم في الداخل.
إخفاء الاسم الحقيقي في “تويتر”
فما زالت المرأة السعودية التي تريد أن تعبر عن نفسها وقضاياها عليها أن تخفي اسمها الحقيقي في “تويتر”، كما ذكر موقع بزنس إنسايدر”.
وأشار إلى أن ناشطة سعودية في مجال حقوق الإنسان تنشط في “تويتر” باسم “ريال” كون إخفاء هويتها سيحافظ على سلامتها.
ولفت الموقع أن الناشطة تحت هذا الاسم المستعار، تستخدم “تويتر” للدفاع عن ضحايا العنف المنزلي في المملكة، ونشر قصصهم في البلاد وخارجها، رغم أن عملها هذا محفوف بالمخاطر.
تطبيقات خطرة
ومع تزايد سجن الناشطات زادت الشكوك بالتطبيقات الإلكترونية، بأنها وسيلة للإيقاع بهن، منها تطبيق “كلنا أمن” المتاح للتنزيل من متجر تطبيقات آبل وغوغل بلاي، والذي يمكّن السعوديين العاديين من الإبلاغ عن مواطنيهم.
ويذكر أن الأكاديمية نورة بنت سعيد القحطاني اتهمت بـ “استخدام الإنترنت لتمزيق النسيج الاجتماعي السعودي” وحُكم عليها بالسجن 45 عاما.
بينما الناشطة سلمى الشهاب التي حكم عليها بالسجن 34 عاما لمتابعتها وتفاعلها مع حسابات معارضين وناشطين، تم الإبلاغ عنها عبر “كلنا أمن” الذي يمكّن السعوديين العاديين من الإبلاغ عن مواطنيهم.
وأطلقت وزارة الداخلية التطبيق في عام 2017، والذي جعل من الممكن الإبلاغ عن التعليقات التي تنتقد السلطات بنقرة واحدة.
يتيمات دار الرعاية
إلى ذلك أضافت حادثة الانتهاك التي تعرضت لها يتيمات خميس مشيط، بمنطقة عسير، جزءا من واقع النساء، حيث انتشر على نطاق واسع تحت هاشتاغ #يتيمات_خميس_مشيط، يقوم رجال أمن بضرب فتيات بقبضات أيديهم وبأحزمة جلدية وعصي خشبية.
كما يقوم أحد المشاركين بسب امرأة تصرخ من شعرها عبر الفناء الخلفي لدار للأيتام في خميس مشيط، الواقعة على بعد حوالي 880 كيلومترًا جنوب غرب الرياض.
وبينما لم يتم تأكيد التوقيت الدقيق للفيديو ولا خلفيته، أفادت وسائل إعلام عربية مختلفة أن الفتيات سبق وأن انتقدن الظروف المعيشية في دار الأيتام، إلا أنه وجد صدى واسعاً أيضا في الغرب حيث سارعت منظمات دولية إلى إدانته.