ما زالت الزيارة المرتقبة للرئيس جو بايدن، إلى السعودي تهيمن على تناولات وتحليلات الصحافة الأمريكية والبريطانية، والتي جاءت بعد فترة من الجمود في العلاقة بين البلدين، منذ دخول بايدن البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة.
وظهرت عدد من الصحف الغربية في دور الناصح للرئيس بايدن، ففي آخر تقرير لوكالة “بلومبرغ” الأمريكية، والواسعة الانتشار، سلطت فيه الضوء عن المقابل الذي سيدفعه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لقاء زيارته المرتقبة إلى المملكة.
وقالت إن تعامل إدارة بايدن مع السعودية لا يعني استرضائهم، وأنه إذا رغبت واشنطن بإعادة تأكيد التزامها بأمن الرياض فيجب على القادة السعوديين الانسحاب من مغازلة الروس والصينيين.
كما رأت بأنه على السعودية وقف شراء الأسلحة من الصين، وتقليص التعاون المتزايد بشأن تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن على بايدن أيضاً الضغط على ابن سلمان لمتابعة تحركاته الأولية لتوسيع العلاقات مع “إسرائيل”.
وأوضحت أن “على قادة السعودية الاستعداد لتطوير خارطة طريق واضحة للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، كما فعلت البحرين والإمارات”.
وقالت في تقريريها إنه “يجب على الرياض الانخراط في تعاون عسكري واستخباراتي أكثر انفتاحاً مع إسرائيل”، ونبهت إلى أنه سيكون ملحًا عمل السعودية على دمج الدفاعات الجوية في جميع أنحاء المنطقة وإجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة.
كما بينت أن بايدن سيضغط على السعودية للعمل بشكل مكثف مع الأمم المتحدة لتحويل وقف إطلاق النار في اليمن إلى تسوية سلمية دائمة، سيدفع باتجاه إطلاق سراح نشطاء حقوق الإنسان الذين اعتقلتهم السلطات السعودية، ورفع قيود السفر عن الذين أطلق سراحهم.
في السياق قال موقع هافنغتون بوست الأمريكي إن زيارة الرئيس جو بايدن إلى السعودية تعد نصرا مؤزرا لها ولحاكمها الفعلي محمد بن سلمان.
وذكرّ الموقع في تقرير له بايدن بتهديداته بمحاسبة الرياض وذلك قبل انتخابه على إثر جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول، موضحاً بأن الزيارة ستعود بالقليل على أمريكا أو بايدن نفسه، بينما سيكون هناك فوائد جمة ستجنيها الرياض.
ونبه الموقع أن خطة بايدن ستعود على السعوديين بفوائد جمة، إلا أن الفرصة ضئيلة بأن تحقق الكثير للرئيس أو للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن نفوذ السعوديين محدود جدًا حين يتعلق الأمر بالقضية الكبرى التي تشغل الولايات المتحدة، ألا وهي التضخم.
ورجح ألا تنجح الزيارة بكبح اهتمام السعوديين بتنمية العلاقات الودية مع كل من روسيا والصين، مذكراً بأن هذا هو الاهتمام الذي ما لبث يدق ناقوس الخطر بواشنطن، مضيفاً “إن زيارة بايدن محفوفة بالمخاطر وأشك في أنها ستؤتي أكلها”.
صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أكدت أن زيارة بايدن إلى السعودية باتت مثيرة للجدل داخل واشنطن، وكشفت عن رد فعل عكسي محتمل قد يخاطر بتصعيده بعض الديمقراطيين.
وقالت إنه من غير الواضح إلى أي مدى سيكون بايدن على استعداد لتعزيز العلاقة الأمنية مع السعودية، مشيرة إلى أنه و”حتى لو التقى الرجلان، فلن يكون الأمر مثل مفتاح تقلبه ويكون كل شيء على ما يرام”.
وأكدت الصحيفة أنه حتى الآن تشير الدلائل من الرياض وأبو ظبي أنهما ليستا مستعدتين بعد لقطع العلاقات مع روسيا، رغم محاولات الغرب لعزلها.
أما صحيفة الغارديان البريطانية لفتت إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي قلق من أن زيارة بايدن لن تخفض أسعار الغاز بشكل هادف، موضحة بأن النواب الديمقراطيين أثاروا مخاوفهم من قرار بايدن بالسفر إلى السعودية، معترضين على سجل حقوق الإنسان في البلاد.