يعبر “حسن بن شهوان الزهراني” وهو أحد المهتمين بالتراث السعودي، عن دهشته بمتحف العقيق التراثي، بمنطقة الباحة.
وفي مقاطع مصورة للزهراني، وصف المتحف، والذي يعد الوحيد في المنطقة، ووجد بجهود مواطنة سعودية، صارت أنموذجاً للمرأة السعودية المحبة لوطنها، والساعية لحفظ تراثها، وكل ما يتصل بعادات وتقاليد منطقتها “حائل” والتي تمتد لمئات السنين.
حكاية المتحف
وتتبع “السعودية اليوم” قصة المواطنة، باحثاً عن تفاصيل حكايتها، التي تستحق أن تروى من منزلها، أو دارها العامر، والذي سيظل عامراً وما دام قد حرصت مالكته لأن يكون لكل السعوديين، إذ حولته إلى متحف مفتوح للسياح والزائرين، وقبلة لعشاق التراث على مستوى الوطن.
ابنة الشيخ الزهران
” صالحة بنت عبدالله بن بسيس الغامدي” وهو اسمها بالكامل، سليلة المجد، فهي ابنة شيخ قبيلة الزُهران، إلا أنها لم تكتف بذلك إذ أضافت إلى مجدها مجداً، لأسرتها العريقة، بمبادرة إنشاء متحف، جمعت فيه تراث وكل ما يتصل بماضي المنطقة، والمرتبطة بكل المواسم الزراعية وغيرها.
وعند الاطلاع على الفيديوهات التي تحوي مشاهد من داخل الدار والمشهد، والتي يحرص زائروها على نشرها في صفحاتهم، أو تلك التي توجد في صفحة “الغامدي” نفسها، تجد كمية الشغف والحب للتراث، الذي أصبح كنزاً ثميناً وجواهر لا تقدر بثمن، عملت على الحفاظ عليها المواطنة الصالحة “صالحة”.
تفرغت صالحة بشكل كامل لعملها التطوعي، فبعد أن جمعت في الدار، كل ما حصلت عليه من آثار الماضي، بخبرة وأصالة، ها هي تقف بين زائريها شارحة بالتفصيل عن أهمية كل قطعة موجودة.
نجاح يستحق الإشادة
وتظهر صالحة الغامدي، في قمة إبداعها وقد وثقت لحظات سكان منطقتها، سواء أفراحهم أو أحزانهم، لتمزج الماضي بالحاضر، وقد نجحت في ذلك بامتياز فها هي تغرس كل ما عملته في قلب وعقل كل من يستمع إليها، خصوصا الأجيال التي لم تدرك شيئاً من عبق الماضي، مع تسارع التقدم الذي تعيشه المملكة.
تتحدث بلغة الخبير الواثق، وتدرك قيمة ما تقدمه، وما تصدرت لمهمتها إلا وهي متكئة بتجارب حياتية كثيرة، منها المتصلة بحياتها العملية، فقد عملت لسنوات في الغرفة التجارية في منطقة الباحة، كمديرة لسيدات الأعمال لسنوات.
ويحوي المتحف على أدوات موغلة في القدم منها الأسلحة القديمة، إضافة إلى ملابس وأدوات ومشغولات المرأة والأدوات الزراعية.
فكل أدوات المجتمع وحاجياته موجودة في المتحف، والمميز أكثر أن الغامدي تمتلك معلومات زاخرة بكل قطعة في المتحف، فهي بشكل دائم تتوسط الدار، لتستقبل الزائرين وتقدم الإجابات عن أي استفسار يطرح، كما توضحه المشاهد المصورة.
يحظى المتحف بالزيارة اليومية من جميع أنحاء المملكة، ومن دول الخليج، كما قام بزيارته سياح من دول أجنبية، ويستقبل بشكل دائم طلاب المدارس، إضافة إلى رحالة مشاهير كانت لهم فرصة زيارته في أوقات سابقة.