زيارة جو بايدن إلى المملكة.. صحف عربية: سيعود بخفي حنين
تناولت عدد من الصحف العربية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للملكة والتي من المزمع أن تبدأ غداً الأربعاء.
ومن المقرر أن يجتمع بادين مع قادة عدد من الدول الإقليمية لبحث ملفات هامة على رأسها قضية الطاقة وملف إيران النووي، وغيرها من الأمور.
ويقول نديم قطيش في الشرق الأوسط اللندنية إنه بالنسبة للسعودية “تشكل الزيارة بلا أدنى شك انتصارا سياسيا كبيرا لموقف المملكة، ولمعركة الهيبة والحضور والموقع التي خاضها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بكل هدوء ورصانة”، بحسب ما نشر موقع “بي بي سي” عربي.
ويشدد الكاتب أن “واشنطن اليوم ليست في أفضل أحوالها، وهذا أمر يحزن حلفاءها في الشرق الأوسط العاقل، ويفرح الأعداء المشتركين معها”.
وحول انتقادات بايدن للرياض أثناء حملته الانتخابية، يقول خالد بن حمد المالك في الجزيرة السعودية “وأمام الموقف الأمريكي غير المتوازن إعلاميا وسياسيا من المملكة، لم تحرص الرياض على طلب أي لقاء بالرئيس الأمريكي، ردا على موقفه من سمو ولي العهد، وتصريحاته غير المبررة عن المملكة، وتركت أمر العلاقات بين بلدينا لمراجعة أمريكية لملفاتها التاريخية في الوقت المناسب.. والآن قرر الرئيس الأمريكي أن يزور المملكة، متجاهلاً الضغط اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وحول الملف الإيراني، يشدد الكاتب أن “دول المنطقة لا تحتاج إلى حماية من الولايات المتحدة، فلديها من القوة العسكرية ما تمكنها من حماية نفسها، ولكن المطلوب من أمريكا منع إيران من العبث بمصالح دول المنطقة والعالم، والحيلولة دون استكمال بناء ترسانتها النووية القادمة، والوقوف ضد دعمها للإرهاب بالسلاح والمال، وإلا فإن الرئيس الأمريكي سيعود إلى بلاده، وما تم الاتفاق عليه سواء في زيارته للمملكة أو خلال القمة القادمة إن لم يتم تنفيذه، وكأنه حبرٌ على ورق”.
وبالمثل، تؤكد هيلة المشوح في عكاظ السعودية أن زيارة بايدن ستكون “استثنائية مثقلة بالملفات التي من أصعبها بالنسبة لنا الملف الإيراني المتخم بالمهددات والشهية المفرطة للتمدد والهيمنة ونزعة العنف المغلفة بالمذهبية تجاه الخليج منذ أربعة عقود”.
وتضيف الكاتبة “هذا الملف بالتأكيد سيكون على طاولة النقاش جنباً إلى جنب مع ملفها النووي المهدد لأمن المنطقة كافة بما فيها إسرائيل التي تحرص الولايات المتحدة الأمريكية عليها”.
كما تقول الوطن الإماراتية إن زيارة بايدن للمنطقة بمثابة دليل “واضح إلى أهمية السعودية لواشنطن واستراتيجياتها، ليس فقط على مستوى الاستقرار الإقليمي، وإنما على مستوى المصالح الدولية أيضاً، ولا سيما فيما يتعلق بأسعار الطاقة”.
في رأي اليوم اللندنية ” قال رامي الشاعر، “اليوم، يأتي السيد بايدن، ممثلاً عن الولايات المتحدة الأمريكية، رسول الديمقراطية والحرية على كوكب الأرض، وشرطي العالم، ليقترحوا علينا في الشرق الأوسط حل كل القضايا دفعة واحدة”.
ويضيف الكاتب أن “المشكلة الحقيقة هي في أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وبعد أن عجزت عن حل مشكلة أفغانستان، والعراق، وليبيا، وبعد أن خلقت، باستراتيجياتها الرديئة وضعا أمنيا خطيرا في أوروبا، على حافة حرب شاملة، لن تكون قادرة على حل أي مشكلات في الشرق الأوسط، لا بسبب عدم رغبتها، مع افتراض حسن النوايا، وإنما بسبب عدم قدرتها ببساطة. وما عجزت عنه الولايات المتحدة الأمريكية خلال سبعين عاما، لن تتمكن من إنجازه خلال أشهر كما يقول المنطق”.
وتحت عنوان “ما هي الهدية التي ستقدمها أمريكا لإسرائيل خلال زيارة بايدن للإقليم؟” يقول بسام روبين في الصحيفة ذاتها إن “مهمة الرئيس الأمريكي تواجه صعوبات قد لا تمكنه من تقديم هديته كما تم الإعداد والتحضير لها، فلا يوجد مصلحة للعرب بانضمامهم إلى أي حلف عسكري تتواجد فيه إسرائيل وهي العدو التاريخي لهذه الأمة”.
ويشدد الكاتب على أن “عوامل نجاح أي حلف تتمثل في تحديد المهمة والأهداف والالتقاء عليها، ومن الصعب على الدول العربية أن تتفق مع إسرائيل على هاتين النقطتين، لاسيما وأن موجبات الفشل قد تضخمت مؤخرا بعد انكشاف الوزن الحقيقي لأمريكا في العالم، وظهور ذلك جليا على الساحة الأوكرانية وأثناء تعرض السعودية والإمارات للعدوان الحوثي”.
ويشدد الكاتب أن بايدن “سيعود بخفي حنين الى البيت الأبيض”.