تناولت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في تحقيق أخير السياحة في المملكة كمورد للاقتصاد لفترة ما بعد النفط، إلا أنها افتتحته بالحديث عن منطقة الدرعية، وكأنها ترى تحويلها إلى منطقة جذب للأجانب شبه مستحيل.
وهو السؤول الذي يطرح نفسه عن جدوى ترليون دولار، تراهن المملكة، على تنشيط والنهوض بالسياحة.
وجهة سفر غير “جاهزة”
وقالت الصحيفة إن السعودية، تبني صناعة السياحة من الصفر، في الوقت الذي يرى فيها السياح الأجانب بأنه وجهة سفر غير جاهزة تماماً.
ونقلت عن سياح قولهم بأنهم وصلوا بلد غير جاهز تماما لهم، ويحتاج المرشدون السياحيون إلى التدريب وبناء الفنادق، وليست كل المواقع التراثية مفتوحة بشكل كامل.
منهم الأمريكية المتقاعدة دورا جين فليشر (65 عاما) التي قالت للصحيفة “لقد رأينا بلدا في بداية الانفتاح، وهذا يعني أننا رأينا الكثير من الأشياء العشوائية التي لن تكون وجهات سياحية شهيرة”. وأضافت أن السعوديين “يحاولون معرفة: “ماذا نفعل بالسياح؟”.
قانون يحظر الإضرار بالسياحة
وذكرت “وول ستريت جورنال” تحدياً آخر وهو “حساسية السعودية للنقد” مشيرة إلى قانون يحظر “الإضرار بسمعة السياحة”، وهو قانون “غامض ينذر بالسوء في بلد ينفر سجله في مجال حقوق الإنسان الكثيرين”.
بيل جونز، الذي قاد ثلاث مجموعات سياحية أميركية إلى المملكة، منذ عام 2019، قال إن “قضية جمال خاشقجي دائما ما تطرح نفسها”، ويرى أن “التسويق للسعودية ليس أمرا سهلا أبدا”.
البنية التحتية “ناقصة”
كما أن هناك نقصاً في البنية التحتية للسياحة، لذلك خصصت الحكومة 4 مليارات دولار لتشجيع استثمارات القطاع الخاص.
ورغم تخفيف بعض القيود الاجتماعية، مثل حظر اختلاط الرجال والنساء غير المرتبطين في الأماكن العامة، منها قواعد اللباس بالنسبة للنساء مقيدة حتى في معظم الشواطئ.
درجات الحرارة
كما أن درجات الحرارة في أشهر الصيف مرتفعة للغاية، وتعرضت بعض المدن والمطارات المدنية لضربات الحوثيين الصاروخية.
ومكة، أشهر موقع في البلاد، مخصصة للمسلمين فقط، وعن هذا الأمر قالت السائحة الأميركية فليشر، التي كانت تشاهد الحجاج في مكة على شاشة تلفزيون في غرفتها بالفندق: “كان ذلك محبطا بعض الشيء”.
أحلام ولي العهد
وقالت إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان يريد جذب 55 مليون سائح دولي سنويا بحلول عام 2030، أي ما يزيد قليلا عن نصف العدد الذي زار فرنسا، الوجهة الأكثر شعبية في العالم، في عام 2019.
وترى وول ستريت جورنال أن طموحات ولي العهد “توضع محل اختبار، فمع خروجه من العزلة الدبلوماسية في أعقاب مقتل خاشقجي، فإن المكانة المحلية له تتوقف إلى حد كبير على الوعود الاقتصادية التي قطعها، مثل توفير مليون وظيفة جديدة مرتبطة بالسياحة”.
كما أن إقناع السائحين بزيارة المملكة يختبر أيضا قدرتها على جذب الأجانب ذوي المهارات العالية حيث تتطلع السعودية إلى تجاوز دبي كمركز تجاري في الشرق الأوسط.
ولتحقيق أهدافها السياحية، تحتاج المملكة إلى جذب الأسواق الواسعة، وليس فقط مدمني السفر والمتقاعدين الأثرياء، وفق تعبير الصحيفة.