د.ملاك الجهني
كثير ممن يحجمون عن الانضمام إلى عالم وسائل التواصل يضيقون باختلاف أفهام الجماهير وتهجم بعضهم وتعالمهم وتحامقهم وما إلى ذلك، فيؤثرون البقاء في أبراجهم العاجية حيث تحفظ هيبتهم ولا يوطأ لهم على ذيل، ومن دخل منهم بعد تردد اعتمد أسلوب المغرد الآلي الذي لا يتفاعل ولا يظهر بشريته البتة.
وكما أن (من ألّف فقد استهدف) فمن دخل إلى وسائل التواصل فقد استهدف، والدخول إلى هذا العالم يستلزم الصبر على ما فيه من طبائع الناس، غير أن الصبر لا ينافي نقد الاعوجاج في الفهم، وسوء الخلق، وسوء الطوية.
وما كتب من كتب ولا تحدث من تحدث إلا وقد هيأ نفسه لردود الفعل على اختلافها، وعول على نفسه في مواجهتها، لا الاحتماء بظهر هذا أو ذاك.
ومع ذلك فهناك حق أدبي عام تجاه بعض المواقف لايسقطه إصرار الداخل في هذا العالم على استقلاله بتحمل تبعات كلمته وحده
ومن سخريات التذاكي على (المرأة) تحديدا تأويل كتاباتها بـ(بمفهوم المخالفة) لتصب في مصب واحد لاثاني له، ومن ذلك
تأويل أدبيات الاكتفاء بالله إلى= استدعاء التعاطف.
وتأويل أدبيات الفقد إلى= التطلع لملء الشاغر.
وتأويل أدبيات الحزن إلى= استدرار الشفقة.
وهلم جرّا..
وشر البلية مايضحك
وحمل الناس على فهم واحد من المحالات، ومحاولات الخلاص من تأويلاتهم عموما – وفي شأن المرأة بخاصة – مما لاطائل من ورائه على طريقة: (يا هذا لو خلعت جلدك ماعرفناك)
ومع هذا فالاستسلام والتسليم لمثل هذه التأويلات مدعاة لترسيخ ما هو قائم، ولايجدر بالأحرار إرخاء معاصمهم للقيود الجائرة.
أكاديمية وكاتبة سعودية
نقلاً عن حسابها في تويتر