ترويج وطموح.. ما وراء “هرتسورغ” اليهودي المفتون بالمملكة..؟

أصبح يقسم وقته بين المملكة وإسرائيل، ليصبح الحاخام الأكبر غير الرسمي في شبه الجزيرة العربية، مكثفاً من ظهوره بشكل يبدي أنه أصبح مفتوناً بالمملكة.

إنه “الحاخام يعقوب هرتسوغ” 46 سنة، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، وولد فيها وبدأ التفكير للذهاب إلى المملكة قبل أربع سنوات، وزارها لأول مرة في أكتوبر 2021، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”.

يعرف هرتسورغ نفسه بأنه “رجل أعمال ومختص في المعاملات التجارية، وحوار الأديان، وتوفير كافة احتياجات اليهود في السعودية”.

ويريد هرتسوغ أن يكون مسؤولا عن اليهود، الذين يأتون للسعودية للعمل، وينظمهم في مجتمع فعال، حيث يدرك أنه سيبدأ من الصفر، مؤكداً أن اليهود يأتون إلى المملكة للعمل والسياحة.

وقال “معظم المغتربين الذين يأتون إلى السعودية أطباء ومعلمون وموظفون في كل هذه المشاريع الدولية الضخمة الجارية”، مضيفا: “الآن يستغرق الأمر بضع دقائق عبر الإنترنت للحصول على تأشيرة زائر”.

ولفت إلى أن نسبة معينة من هؤلاء الوافدين من اليهود “بحسب الإحصائيات هناك حوالي مئة ألف مغترب أميركي، لنفترض أن اليهود يمثلون واحد بالمئة منهم، هذا يعني أن هناك ألف يهودي في السعودية من الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى أن هناك يهودا أيضا من دول أخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا وجنوب أفريقيا”.

وكشف أنه بدأ بالتفكير في السعودية منذ سنوات قائلاً “لطالما فتنتني، والآن، أينما نظرت، هناك نمو سريع، وبنية تحتية، ورعاية صحية، وذكاء اصطناعي، وأمن إلكتروني، لقد اندهشت، لكني تساءلت: من الذي سيهتم باحتياجات اليهود الدينية”.

وعندما عبر هرتسوغ لزوجته عن فكرته، شجعته على إحداث تغيير في هذا البلد الكبير.

حصل الحاخام الطموح على تأشيرة في 2020، وكان يخطط لزيارته الأولى، لكن بعد أسبوعين، تم إغلاق الحدود بسبب فيروس كورونا.

وقال هرتسوغ: “عندما أعيد فتح أبواب السفر، فعلت ذلك، رغم أنه لم يكن لدي أدنى شك في أنني لن أواجه مشكلة في زيارتي هناك بصفتي يهوديا متدينا، ولكن كان من المهم بالنسبة لي أن أظهر هذا للعالم، أن السعوديين ليس لديهم أي مشاكل مع الشعب اليهودي”.

بصف هرتسوغ زيارته الأولى بأنها كانت “إيجابية للغاية”، مضيفا “تم الترحيب بي بحرارة هناك”.

أكدت السفارة السعودية في واشنطن، حينها أن هيرتسوغ دخل المملكة كسائح أميركي، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الذي نقل عن مسؤول قوله: “على الرغم من أن السعودية شجعت منذ فترة طويلة الحوار بين الأديان، والتقت قيادتنا بالعديد من القادة الذين يمثلون ديانات مختلفة لتعزيز هذا الجهد، فإن زيارة هيرزوغ للمملكة لم تكن جزءا من هذا الجهد”.

لكن هيرتسوغ عاد إلى الرياض بعدها: “لقد واصلت زياراتي وأقمت علاقات مع السكان المحليين، خاصة مع المغتربين اليهود”، مشيرا إلى أن بعضهم كان مترددا في البداية إلى أن أصبح يتحدث معهم علنا في وضح النهار في الرياض.

ويقول: “يأتي إلي الكثير من اليهود ويسألونني قبل انتقالهم إلى المملكة العربية السعودية، لدي عرض العمل هذا، ما الذي يجب أن أطلبه في عقدي، فأقول لهم، إنهم يجب أن يذكروا أنهم يحافظون على الحصول على إجازة من العمل يوم السبت والأعياد اليهودية، وأشرح لهم أنهم إذا ذكروا ذلك، فإن أرباب أعمالهم سيحترمونهم أكثر لكونهم فخورين بتراثهم وتقاليدهم”.

ويعتقد هرتسوغ أن اليهود والمسلمين عاشوا دائما جنبا إلى جنب، “لا يوجد سبب لعدم وجود تعايش بين المسلمين واليهود في أهم دولة إسلامية في العالم، أعتقد أن هذا ممكن”.

وخدم هرتسوغ في الجيش الإسرائيلي، لعشر سنوات، كمسؤول عن جميع احتياجات الأديان الأخرى في وحدته، ويرى أن السعودية أفضل مكان يمكنه فيه خدمة اليهود، “لأنها أكثر المجتمعات تنوعا على هذا الكوكب”.

يمتلك هيرتسوغ الذي لديه وزوجته ثمانية أطفال، خططا كبيرة وطموحة “سأعيش في المملكة مع عائلتي، أكبر أطفالي يبلغ من العمر 20 عاما وابنتي الصغرى تبلغ من العمر عاما واحدا”، مشيرا إلى أنه يود استيراد “طعام الكوشر إلى السعودية”.

وأضاف: “ترى زوجتي نفسها جزءا من هذا المشروع، لأن هناك الكثير من النساء اليهوديات في السعودية”، مشيرا إلى أنها “على اتصال بنساء سعوديات”.

واعتبر أن زوجته “لديها الكثير لتقدمه للسعوديين فيما يتعلق بالتعليم. العلاقات الأسرية وتمكين المرأة مع الحفاظ على التقاليد والدين والقيم الأسرية والاعتزاز بها “.

يعبر الحاخام عن ثقته بأن الحكومة السعودية ستمول المراكز اليهودية في البلاد في المستقبل، “إنها مجرد مسألة وقت حتى يمولوا ويبنوا المؤسسات اليهودية في جميع أنحاء المملكة”.

Exit mobile version