تركي الحمد يناقش “تدويل الحرمين”: من هي الدول المسلمة التي ستدير وتشرف؟
استنفر وسم “الحج ليس آمنا” الرائج منذ أيام بالتريند السعودي، الكاتب المقرب من الديوان تركي الحمد الذي خرج يهاجم دعوة “تدويل الحرمين”، التي دعا لها البعض نظرا لانتهاكات النظام السعودي وتسييس محمد بن سلمان لشعائر الحج.
تركي الحمد ودعوات “تدويل الحرمين”
ويشار إلى أنه منذ أيام وبسبب استغلال شعيرة الحج من قبل سلطات السعودية لأغراض سياسية، بملاحقة بعض الحجاج والقبض عليهم وتسليمهم لدولهم على غرار ما فعلته مع المعتمرين “الإيغور”، أطلق ناشطون حملة على “تويتر” بعنوان “الحج ليس آمنا”.
تركي الحمد خرج يعلق على هذه الحملة في سلسلة تغريدات له بتويتر عبر حسابه الرسمي وقال: “حين يقترب موسم الحج، تأتي أصوات معروفة غاياتها السياسية، تدعي بأن الحج غير آمن، وأن الحكومة السعودية غير قادرة على إدارة الحج والحجيج. وأن الدولة السعودية تكسب المليارات من هذه الشعيرة.”
وتابع بحسب ما رصدت (السعودية اليوم): “ثم يرفع شعار تدويل إدارة الحرمين الشريفين والأشراف على كل ما يتعلق بهما من حج وعمرة وزيارة.”
“الحمد” المحسوب على ابن سلمان، اعتبر تلك الحملة أمر مكرر و”ممجوجة قد عرفناها لأزمان سابقة” حسب وصفه.
وأضاف الكاتب السعودي المثير للجدل مناقشا قضية التدويل ذاتها وتساءل: “ولكن “حدودة” التدويل هذه، هل لها ما يبررها موضوعيا، وأولهم دعاة التدويل هؤلاء؟”.
تركي الحمد لفت إلى أنه “إذا نحينا مسألة السيادة السعودية المحسومة على كافة أراضي وأقاليم الدولة، وأصبح هنالك اتفاق على حكاية التدويل هذه، فإن أسئلة كثيرة تثار.”
ومن ضمن الأسئلة التي طرحها الكاتب السعودي في هذا الشأن، هو: من الدولة المسلمة التي يمكن أن تقوم بإدارة الحرمين والإشراف عليهما بعيدا عن السعودية؟
تركي الحمد سخر من مصر وعدة دول عربية
واستشهد “الحمد” بنماذج لدول مسلمة طاعنا بقدرتها على قيادة هذه العملية: “أهي إيران المتربصة، أم تركيا المترنحة، أم مصر المتعثرة، أم العراق وسوريا المنهارة؟”
وتابع طرح نماذجه مسيئا لأفغانستان: “أم أفغانستان المتخلفة، أم باكستان وإندونيسيا الغارقتين في مشاكلهما الخاصة؟”
كما طرح تركي الحمد سؤالا آخرا بشأن: “من سينفق على الحج وتكاليف إدارته؟ معظم هذه الدول هي إلى الإفلاس أقرب، وتستجدي المعونات” في إشارة منه لطلب هذه الدول معونات ومساعدات من الخليج.
واستطرد: “فكيف يمكن أن تسهم في تمويل الحج؟ دعاة التدويل يقولون بأن السعودية تكسب من الحج الشيء الكثير، والحقيقة انها تخسر الكثير، جهدا ومالا.”
“السعودية تخسر بسبب الحج ولا تحقق مكاسب”
وبعد نفيه أن السعودية يدخل عليها مردود مالي كبير من الحج والعمرة، ذكر الحمد أيضا أن “إدارة الحج وتمويله مسألة شاقة سيرفضها دعاة التدويل أنفسهم، لو كانوا جادين في دعواهم، ولكنها مجرد فرقعات هنا وهناك لاغراض سياسية مكشوفة” حسب زعمه.
وكان بيان لحملة “الحج ليس آمنا” والتي انطلقت قبل أيام، أكد أن “وجـود المشاعر المقدسة ضمـن جغرافيـة الحكومة السعودية يوجـب عليهـا القيـام بحقوق الحجيج لا باعتبارهـا أفضـل دولـة أو أرشـد حكـم. بل بحكم موقـع مكة المكرمـة والمدينة المنورة في نطاقهـا الجغـرافي، وهـذا أمـر مـلـزم لهـا”.
بيان الحملة اتهم الرياض وولي العهد محمد بن سلمان بـ”تعمد تسييس الحرمين وبشكل واضح ومتكرر.
وقال إن النظام السعودي جعـل شعيرتي الحـج والعمـرة أداة للقمـع ووسيلة لتصفية الخصوم، وطريقـا لـدعـم أنظمـة قمعيـة.
واستشهد البيان بأن قوات الأمن السعودي اعتقلت عـددا مـن حـجـاج بعض الدول الذين يعيشون في المنفى مثل مصر وليبيا واليمن وسوريا، وكذلك حجاج الأقلية المسلمة الصينية كالإيغور.
كما اتهم البيان محمد بن سلمان، باستخدم “الحرمين الشريفين” كأداة لتلميع سياساته القمعية وغسل صورته.