أصدر صهر ومستشار الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” جاريد كوشنر، اليوم الثلاثاء كتاباً، حمل عنوان “فتح تاريخي” مذكراتي في البيت الأبيض.
وفي الكتاب، كشف كوشنر، كواليس زيارة “ترامب” للمملكة، منتصف العام 2017 والتي التقى خلالها في الرياض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
كما حضر ترامب حينها القمة الأمريكية الإسلامية التي جمعته مع قادة 55 دولة عربية وإسلامية في الرياض لبحث مكافحة الإرهاب، وأبرمت اتفاقيات تجارية بين المملكة والولايات المتحدة تجاوزت قيمتها 250 مليار دولار.
وأوضح كوشنر في كتابه، إن “ترامب” كان رافضًا للذهاب إلى السعوديّة، ولكنه أقنعه بأنه سيلتقي، جميع رؤساء الدول الإسلامية، كما أن المملكة تعهدت بـ 300 مليار دولار، من التعاقدات مع الشركات الأمريكية.
إقناع ترامب
وقال إنه أقنع الرئيس ترامب، بأن السعودية، عازمة على فتح مركز لمكافحة التطرف، وستمضي في إجراءات غير مسبوقة، لمحاربة الإرهاب، كما أن الملك سلمان سيدين العنف باسم الإسلام.
ومضى كوشنر في سرد النقاط، التي أقنع فيها الرئيس الأمريكي بزيارة السعودية، منها عقد صفقة ضخمة لشراء الأسلحة الأمريكيّة، وتقديم مساعدات للولايات المتحدة في حربها على داعش، وفوق كل ذلك، استقبال حافل وضخم، على نقيض استقبالهم المتواضع لأوباما في العام الماضي، كاشفاً أن ترامب بعد سماعه هذه النقاط، رد بقوله “أخبر تيلرسون أننا ذاهبون للسعوديّة”.
وفي يناير من العام نفسه، قال كوشنر، إنه في مكالمة في شهر يناير أخبر الملك سلمان ترمب، أن ينسّق لزيارة محتملة مع ابنه محمد بن سلمان.
وتابع كوشنر في كتابه أنه “في مارس كان محمد بن سلمان في أمريكا لمناقشة التفاصيل” وأوضح أنه عرض على ترمب تناول الغداء مع محمد بن سلمان، متجاهلا البروتوكول بأن الرؤساء لا يتغدون مع غير نظرائهم من قادة الدول (رؤساء).
مخالفة البرتوكول
ولفت إلى أن محمد بن سلمان كان وقتها ما يزال في تسلسل الحكم (ولي ولي عهد) ولم يسمح له الجهاز الأمني بتجاوز التفتيش ودخول الجناح الغربي في البيت الأبيض مباشرة، فاضطر كوشنر إلى الوقوف وانتظار وصوله، وعند وصوله رفضت الخدمة السريّة إدخاله، ولكن كوشنر ركض إلى البوابة وأقنعهم.
وتطرق إلى طبيعة الحديث الذي دار بين ترامب ومحمد بن سلمان، على طاولة الغداء، حيث افتتح ترمب اللقاء بلهجة صارمة “أريد تعاونًا أقوى في مكافحة التطرف، وقطع تمويل المتطرفين، وأن تحمل السعودية عبء الدفاع عن نفسها، فأمريكا لم تعد مستعدة لدفع الدماء الغالية وتريليونات الدولارات في حروب خارجية”، مشيراً إلى أن محمد بن سلمان أبدى استعداده لتنفيذ ما طرحه “ترامب”.
وروى كوشنر أنه مع حماسته لزيارة المملكة هو وترامب، إلا أن المستشار الآخر “تيلرسون” كان متشائمًا، والذي قال له: لقد عملت مع السعوديين على ما يزيد على 30 سنة، وكانوا دائمًا لا يوفون بوعودهم”.
وقال “اتصلت بابن سلمان وقلت له:” الجميع هنا يرونني غبيًا لثقتي بك، وهو ما أضحك ابن سلمان وقال: وأنا أواجه ارتياباً داخلياً لكني لن أخذلك”.
مفاجأة في مطار الرياض
ويصف لحظة وصولهم الرياض بأنهم تفاجأوا بوجود الملك سلمان بن عبدالعزيز في انتظارهم بمدرج المطار، لافتاً أن ذلك لم يحصل عليه أوباما في زيارته الأخيرة للسعوديّة.
وأضاف “فور جلوسهما تحدث الملك وترمب عن صفقة سلاح بقيمة 110 مليارات دولار، لتعويض تكاليف أمريكا في حماية المنطقة”.
وواصل كوشنر في ذكر تفاصيل الزيارة، واصفاً نفسه بأنه لم يتناول لحم الإبل الذي قدم على العشاء كونه ليس حلالا له ليهوديته.
أفقر شخص على الطاولة
فيما أشار إلى الاجتماع الذي ضم ترامب مع قادة دول الخليج، بأنه حينها مرر “كوهن” مستشار الرئيس الاقتصادي قصاصة ورقية، كتب فيها “أنت أفقر شخص على هذه الطاولة!” ولم يستطع ترمب كتم ابتسامته”.
وبعد كلمة ترمب للقمة التي حضرها رؤساء العالم الإسلامي قال له أحد مستشاريه بأنه سمع بعض القادة العرب في القاعة يتهامسون “ترمب فعلا يفهمنا”.
مؤسسة اعتدال
وفي الكتاب تطرق “كوشنر” إلى أنه قبل قدومهم للمملكة أنجزت الحكومة مؤسسة رائعة تسمى المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، ووظفت ما يزيد على 200 محلل بيانات لمكافحة التطرف!. “وهذا العمل التاريخي يزيد من حماية وأمن المواطن الأمريكي وغيره.
وقال “حين جاء موعد مغادرتنا، كنا على متن أول رحلة موثّقة من السعوديّة إلى إسرائيل، فقد سمح الملك سلمان برفع الحظر الجوي مؤقتا، والسماح لطائرتنا أن تتجه إلى إسرائيل”.