(بايدن) يصل جدة.. لماذا تعدّ المملكة المحطة الأبرز في جولته بالمنطقة..؟
وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مدينة جدة الجمعة آتيا من إسرائيل، على متن الطائرة الرئاسية، في تراجع عن تعهده خلال حملته الانتخابية بتحويل المملكة الى دولة “منبوذة”.
ووصلت الطائرة الأمريكية الرئاسية إلى مطار جدة بعد رحلة استمرت ساعتين، وبايدن أول رئيس أمريكي يسافر مباشرة من إسرائيل إلى دولة عربية لا تقيم علاقات معها.
وكان في استقباله في الصالة الملكية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
كما كان في استقباله، القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالمملكة مارتينا سترونغ، والقنصل العام الأمريكي بجدة فارس أسعد
وخلال وجوده في المدينة الساحلية غرب المملكة، من المقرر أن يلتقي بايدن الملك سلمان بن عبد العزيز (86 عاما) قبل المشاركة في “جلسة عمل” وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وغادر بايدن إسرائيل الجمعة على متن الطائرة الرئاسية الأمربكية متوجها إلى المملكة العربية السعودية، في رحلة جوية هي الأولى بين الدولة العبرية والمملكة.
لم يسبق لأي رئيس أمربكي أن توجه جوا مباشرة من إسرائيل إلى السعودية، لكن الزيارة تأتي وسط مؤشرات على انفتاح بين الدولتين اللتين لا ترتبطان بعلاقات دبلوماسية.
قبيل مغادرته التقى الرئيس الأمربكي القادة الفلسطينيين في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، وأكد بعد محادثات مع الزعيم الفلسطيني محمود عباس على الحاجة إلى “أفق سياسي”، رغم احتمالات السلام الضعيفة.
وقبل ساعات من قيامه بأول رحلة جوية مباشرة من تل أبيب إلى السعودية التي لا تعترف بإسرائيل، أعلنت الرياض فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوّية”، ما يعني طبعا الطائرات القادمة من إسرائيل، في قرار وصفه بايدن بأنّه “تاريخي”.
تأتي زيارة بايدن إلى مدينة جدة السعودية في أعقاب المحادثات مع عباس، وهي أحدث اجتماعات دبلوماسية رفيعة المستوى بعد تلك التي عُقدت مع القيادة الإسرائيلية الخميس.
وكرر بايدن التزام إدارته بحل الدولتين لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلا “يجب أن يكون هناك أفق سياسي يمكن للشعب الفلسطيني أن يراه أو أن يشعر به”.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس “لا يمكننا أن نسمح لليأس بسرقة المستقبل”.
ومن جهته طالب عباس بإنهاء الاحتلال ووقف الاعمال الأحادية التي تقوض حل الدولتين وقال إن “فرصة حل الدولتين على حدود عام 67 قد يكون متاحا اليوم فقط ولا نعرف المستقبل”.
واضاف عباس “احترمنا الاتفاقيات والشرعية الدولية، التزمنا بمحاربة الارهاب وأننا على الاستعداد الكامل للتعاون مع إدارة الرئيس بايدن لإزالة جميع العقبات التي تعترض علاقات ثنائية قوية بين الجانبين الفلسطيني والأمريكي”.
وطالب برفع منظمة التحرير الفلسطينية عن قائمة الارهاب واعادة فتح مكاتبها وفتح القنصلية الأمربكية.
ودعا الرئيس الأمربكي إلى كشف ملابسات مقتل الصحافية الفلسطينية الأمربكية شيرين أبو عاقلة التي قتلت في 11 أيار/ مايو خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية.
وأعلن بايدن عن 200 مليون دولار إضافية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي قام الرئيس الأمربكي السابق دونالد ترامب بخفض تمويلها.
ويُتوقّع أن يلتقي بايدن في جدّة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، وفق ما أفاد مسؤول أمربكي.
كما سيلتقي مسؤولين من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.
وستتركز المحادثات على تقلّبات أسعار النفط، وتسعى الولايات المتحدة الى إقناع السعودية بزيادة إنتاجها النفطي من أجل تعويض النقص الناتج عن حرب أوكرانيا.
كما ستتناول من دون شكل الموقف من إيران، الخصم الإقليمي الأبرز للسعودية.