أخبار

الوسطاء يستغلون عاملات المنازل المحاصرات في السعودية

العديد من خدم المنازل الأجانب في المملكة العربية السعودية يضطرون إلى العمل في ظروف مروعة، غالباً مع أصحاب العمل المسيئين، ومع ذلك، فهم محاصرون بسبب نظام يربط حقوق العمل الخاصة بهم في البلاد بصاحب العمل.

نشر موقع فرانس 24، تقريراً يتحدث عن العديد من عاملات المنازل الأجنبيات في المملكة العربية السعودية اللواتي يجبرن على العمل في ظروف مروعة، مع أصحاب عمل يسيئون لهنّ في كثير من الأحيان.

وبيّن التقرير أن هؤلاء العاملات محاصرات بسبب نظام يربط حقوق العمل الخاصة بهم في البلاد بصاحب العمل.

وأدخل الدلّال الوسطاء الذين ينتشرون على فيسبوك، ويقدمون المساعدة للنساء اليائسات للفرار من أصحاب العمل للحصول على وظائف أفضل وتحسين ظروف العمل، تعد هذه الشخصيات الغامضة بالمساعدة، لكنها في الواقع تفترس الفئات الأكثر ضعفاً.

ويُظهر مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب في أواخر عام 2022 نحو 12 امرأة يقفن في غرفة معاً، تطلب النساء المساعدة، ومعظمهن يتحدثن باللغة السواحيلية (معتمدة في بعض دول الساحل الأفريقي)، تقول إحدى النساء في الفيديو إنهن عاملات منازل محاصرات في جدة بالسعودية بعد فرارهن من أرباب عملهن.

والعديد من النساء الأفريقيات اللواتي يسافرن إلى دول الخليج للعمل كخادمات في المنازل يجدن أنفسهن عالقات في ظروف عمل مروعة. أحد أسباب ذلك هو نظام “الكفالة” الإشكالي، حيث يجب أن يكون العمال الأجانب برعاية رب عمل محلي، مما يعني أن وضعهن القانوني في البلاد مرتبط بهذا الشخص. في كثير من الحالات، يأخذ صاحب العمل جوازات سفر العمالات، ويمارس السيطرة الكاملة على حياتهن.

وأجرت السعودية بعض الإصلاحات على النظام في آذار/مارس 2021، لكن وفقاً لمنظمة حقوق المهاجرين غير الحكومية، التي تدافع عن حقوق العمال في دول الخليج، لا يزال معظم الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك خدم المنازل، يعانون من أوضاع صعبة.

وهكذا، إذا كان لديك صاحب عمل مسيء، فلديك خياران: ابق وأكمل عقدك القانوني، أو الفرار وتصبح “كيمبوي”، والتي يمكن أن تكون في كثير من الأحيان بالدرجة نفسها من الخطورة. ويصادر رئيسك في العمل جواز سفرك وجميع الوثائق الرسمية ويحتفظ بها لك حتى تنتهي من عقدك. لذلك إذا هربت، تغادر من دون أوراق ولا يمكنك الوصول إلى أي مؤسسة طبية، لكن النتيجة النهائية هي أنك تفقد الحماية الأساسية من الحكومة في أي بلد تكون موجوداً فيه، لأنك الآن طليق.

من عاملة منزلية سابقة إلى ضحية خداع

تحدث فريق “فرانس 24” إلى امرأة كينية أسموها ماري، ذهبت إلى المملكة العربية السعودية للعمل كعاملة منزلية، هذه المرأة الكينية أخبرتهم أن الحياة كانت صعبة للغاية مع صاحب عملها القانوني، موضحةً أن “الحياة لم تكن سهلة. يمكن أن أجوع في منزل صاحب العمل، المزيد من العمل مقابل طعام ونوم أقل”. 

وذكر التقرير أن ماري قررت نشر تجاربها السيئة في فيسبوك، وقالت امرأة شاهدت منشوراتها إنها تستطيع المساعدة، ووعدت ماري بحياة أفضل مع عمل أقل وحرية أكبر. 

وقالت المرأة إنها ستساعد ماري مقابل 3500 ريال سعودي (ما يعادل 885 يورو)، هذه التفاصيل دفعت ماري للموافقة على عرض المرأة وإعطائها عنوانها، “لقد شاركت موقعي معها وأرسلت سائقاً اصطحبني عندما ذهبت لرمي القمامة”. 

وبعد اصطحاب ماري، أوصلها السائق إلى منزل هذه المرأة، والتي تبين أنها دلالة، ولم يكن لدى ماري المال لتسديده للمرأة مقابل الهروب، لذا أخبرتها الدلالة “بقبول أي وظيفة متاحة للحصول على بعض المال ودفع تكاليف المواصلات والسائق، فقبلت، وقالت لي أن أستعد لأي شيء، ثم جاءت مع رجلين، لقد استخدموني فقط كلعبة جنسية، هذه هي الطريقة التي استردوا بها الأموال التي كانوا يطلبونها مني”.

مشكلة الوصول إلى العمال غير المسجلين

وذكر التقرير أن هيئة الأمم المتحدة، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM) على علم بهذه القضية، وأنهم يديرون برامج لمساعدة العمال المهاجرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية، ومع ذلك، غالباً ما يكون من الصعب الوصول إلى العمال غير المسجلين. 

وقالت إيفون نديغي، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في شرق أفريقيا: “من الصعب على حكومة كينيا تتبع أماكن وجود المهاجرين، حيث لا يكون الهاربون على اتصال بالسفارة لتحديث موقعهم”. 

وتواصل فريق “فرانس 24” مع السفارة الكينية في السعودية بشأن وضع عاملات المنازل الكينيات غير المسجلات، ومع ذلك، لم يحصلوا على رد.

زر الذهاب إلى الأعلى