النظام الإلكتروني السعودي يحرم بريطانيين من “الحج”
لم يتمكن بعض المسلمين البريطانيين الذين حجزوا رحلات لأداء مناسك الحج من السفر حتى الآن مع استمرار المشاكل بنظام التسجيل السعودي الجديد.
وقال مجلس الحجاج البريطانيين إنه تم إبلاغ حوالي 12 شخصا بأنهم لا يستطيعون السفر من مانشستر يوم السبت لأن التذاكر الإلكترونية التي تشمل الرحلات الجوية ومناسك الحج لم تصدر في الوقت المناسب.
وعاد المسافرون إلى منازلهم في انتظار معرفة هل يمكن إعادة ترتيب الرحلات الجوية.
وأطلقت السعودية مؤخرا بوابة إلكترونية، ويجب على المسلمين من أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا التسجيل عليها إذا كانوا يريدون السفر لأداء الحج لهذا العام.
وتلقى بعض أصحاب الطلبات تأكيدات الحجز في الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من أن المنصة، المعروفة باسم “مطوف”، أثارت العديد من الشكاوى، بما في ذلك من بعض الذين حجزوا مسبقًا مع شركات رحلات وسفر منفصلة، وشعروا بالقلق من احتمال تحمل خسائر مادية.
ويدخر العديد من الراغبين في الحج من بريطانيا لسنوات لتحمل التكاليف، التي تتراوح بين ستة آلاف جنيه إسترليني وأكثر من عشرة آلاف جنيه إسترليني للفرد الواحد.
وقال راشد مقردية، رئيس مجلس الحجاج البريطانيين، إن موظفي الخطوط الجوية السعودية في مانشستر كانوا “متعاونين للغاية”، ولكن كان من “المحزن للغاية” رؤية بعض الأشخاص غير قادرين على ركوب الطائرة.
وقال إن حوالي 250 مسافرا، من بينهم لاعب الكريكيت عادل راشد، تمكنوا من السفر.
وقال بعض المتقدمين لبي بي سي إنهم تلقوا رسائل ملتبسة حول ما إذا كان بإمكانهم السفر هذا العام.
وقال علي حيدر إنه وزوجته عادا إلى منزلهما في شيفيلد إثر عدم تمكنهما من السفر من مانشستر يوم السبت، على الرغم من دفع 18500 جنيه إسترليني.
وقال إنهما حصلا على تأكيد بالحجز والتأشيرة في الأسبوع الماضي، مضيفًا “افترضنا أن كل شيء على ما يرام، لكن لم يتم إرسال التذكرة الإلكترونية عبر البريد الإلكتروني مطلقًا”.
وتحدث حيدر مع ممثل منصة “مطوّف” عبر الهاتف من المطار، لكنه قال “إنه كان على درجة مثيرة للدهشة من الافتقار للكفاءة”.
وفي نهاية المطاف، اعتذرت منصة “مطوف” لحيدر عبر حسابها على تويتر، وقالت إنها تعتزم “إعادة ترتيب بعض الرحلات بسبب ارتفاع الطلب على مقاعد الطائرة في بعض المواعيد”.
وقال حيدر “نشعر وكأنهم لا يخضعون للمساءلة أمام أي شخص”.
وأضاف “سيكون من غير المحتمل أن تفعل شركة بريطانية أي شيء من هذا القبيل. أعتقد أن العملية برمتها تدار بشكل سيء.”
وجاء على حساب منصة “مطوّف” يوم الاثنين أن ثمة مشاكل في عدد من الحالات متعلقة بتأكيدات الحجز وأنها تحاول الاتصال بالمتضررين في غضون 72 ساعة.
وكان بإمكان الحجاج البريطانيين وغيرهم من الحجاج الغربيين الحجز مسبقًا عبر وكلاء مرخصين من السعودية في بلدانهم الأصلية.
وأجرى البروفيسور شون ماكلوغلين ، من جامعة ليدز، أبحاثًا حول السفر للحج منذ عام 2011، وقال إن النظام الجديد كان “جزءًا من استراتيجية السعودية لمركزية مبيعات رحلات الحج وتبسيطها”.
وقالت المملكة إنها ستستضيف مليون حاج هذا العام، لأنها تستقبل الزوار الأجانب لأول مرة منذ جائحة فيروس كورونا.
“مرحلة الأزمة”
لم يتضح بعد عدد تأشيرات الحج التي يتم تخصيصها لبريطانيا، والتي تم تحديدها بنحو 25 ألف رحلة في عام 2019. وقال البروفيسور ماكلوغلين إن الأعداد تتراوح بين ثلاثة آلاف و 12 ألف شخص.
وقال ماكلوغلين “بينما كان المحتالون يستغلون النظام السابق في بعض الأحيان، سعت أفضل شركات رحلات الحج إلى تسهيل التعقيدات على الحجيج”.
وأضاف “فشلت منصة مطوف فشلاً ذريعاً لأنها طرحت في وقت متأخر ولم يتسن يتم تجريبها، ولم تثبت أنها مرنة أو بأسعار تنافسية كما زُعم في البداية”.
وقال “المشكلة الأخرى هي أن منصة مطوّف لا تتواصل بشكل واضح وتتناقض مع نفسها – لا يبدو أن لديهم القدرة على التنفيذ وأن نظامهم التقني قد خذلهم بصورة كبيرة.”
وقال إن الأمر بلغ “مرحلة الأزمة”، حيث كان الناس “يصلون إلى المطارات ويقال لهم إنهم لا يستطيعون السفر”.
وتواصل عدد من الأشخاص مع بي بي سي معربين عن مخاوفهم من أن حجوزاتهم قد لا يتم الوفاء بها.
وكانت النائبة ياسمين قريشي، التي تترأس المجموعة البرلمانية للحج والعمرة، قد دعت في وقت سابق الحكومة السعودية لتأجيل النظام الجديد حتى العام المقبل.
وحذرت من أن النظام الجديد “لن ينجح”، وسألت وزير الحج توفيق بن فوزان الربيعة عما إذا كان سيتم رد المبالغ التي دفعت.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها “تدرك أنه لم يتم حل جميع المشاكل وتواصل السعي للحصول على معلومات من السلطات السعودية”.