تقارير وتحليلاتمقالات مميزةمنوعات

المملكة واستقبال “بايدن”.. ما سرّ اللون البنفسجي في سجاد “المراسم”..؟

مع هبوط الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مطار الملك عبدالعزيز في مدينة جدة الجمعة، والذي كان في استقباله، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، وغطى اللون البنفسجي سجاد الاستقبال بالمطار وبقصر السلام بدلًا من اللون الأحمر المعتاد في هذه المناسبات.. فلماذا هذا اللون تحديدًا؟

وظل “بايدن” في المملكة حتى ظهر السبت في زيارة هي الأولى له منذ توليه رئاسة البيت الأبيض، واجتمع بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد ومسؤولين سعوديين كبار، إضافة إلى عقد قمة ضمت دول الخليج وثلاث دول عربية أخرى.

واعتمدت المملكة اللون البنفسجي لسجاد مراسم استقبال الضيوف الرسميين ورؤساء ووزراء وسفراء ومُمثلي الدول الشقيقة والصديقة، إضافة إلى السجاد المستخدم في مختلف المناسبات الرسمية.

ما السر..؟

ووقع الاختيار على اللون البنفسجي لأنه يعكس طبيعة صحاري المملكة وهضابها في فصل الربيع، حيث تتزين بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، والتي تُضفي غطاءً طبيعيًا بلون بنفسجي، ما يجعل اللون يعكس ترحيب أرض المملكة بمن يزورها من خلال لون الطبيعة المعطاءة وهي في أزهى حالاتها.

ويُنسج السجاد على جانبيه بخيوط الثقافة السعودية المتنوعة، وتحضر عناصرها في فن حياكة السدو التقليدي الذي يزين أطراف السجاد الجديد، وهي من الحرف الشعبية الأصيلة في المملكة والمسجلة في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.

ويعكس هذا السجاد مدى التجدد والنمو والنهضة التي تعيشها المملكة، ويحقق أيضًا رؤية 2030 بالاعتزاز المتنامي بجذور التاريخ والهوية والحضارة، والاحتفاء بمدلولات الثقافة التي تتجسّد في الأرض والإنسان والزمن، ويحضر فيها اللون البنفسجي بوصفه جزءًا مهمًا ينعكس بوضوح في الامتداد الطبيعي لأرض المملكة، مُعبّرًا عن كرمها وعطائها المتدفق منذ الأزل.

ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس” فإن مبادرة تغيير سجاد مراسم الاستقبال، جاءت بتعاون مشترك بين وزارة الثقافة والمراسم الملكية، وهي امتداد لمبادرات وطنية عديدة تحتفي بالعناصر الثقافية السعودية الأصيلة، وتُبرز الهوية الوطنية، مثل التوجيه السامي للجهات الحكومية باقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحِرفية الوطنية في مقرّاتها، ومشروع ترميم وتأهيل المساجد التاريخية بالمملكة، إلى جانب مشروع ترميم وتأهيل مباني التراث العمراني ذات القيمة المعمارية والتاريخية وسط مدينة الرياض، وغيرها من المشاريع الحضارية التي تستند على منتجات ثقافية مستمدة من التراث الوطني العريق.

زر الذهاب إلى الأعلى