المستقبل مع واشنطن.. رؤية السعودية لا الولايات المتحدة
قالت صحيفة بوليتيكو إن مجريات الأحداث الأخيرة تشير إلى أن السعودية هي من تقود رسم طريق مستقبل العلاقات بين الرياض وواشنطن، مضيفة: رؤية السعودية، لا رؤية الولايات المتحدة، هي التي حددت بوضوح كيفية رسم الطريق إلى الأمام بين البلدين.
وقال التقرير: هذا الأسبوع، أعلن جو بايدن عن خطوة كان المراقبون يتوقعونها منذ فترة طويلة: زيارة رسمية إلى المملكة، وهو بالتالي اعتراف ضمني بأن السعودية بلد لا غنى عنه، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إعادة ضبط العلاقات بين البلدين لتحقيق المصالح الوطنية لكليهما.
وصرح مسؤول أمريكي كبير لصحيفة بوليتيكو: أي شخص لم يدرك بعد أهمية المملكة في الشرق الأوسط وأهميتها بالنسبة لمصلحتنا الحيوية، فهو مفتقد لرؤية الصورة الأكبر.
المجالات المحتمل نقاشها في الاجتماع المنتظر
وذكرت بوليتيكو أنه من المحتمل أن يشمل اللقاء تأكيدًا على التعاون بين البلدين في مجالات مختلفة منها المعروف ومنها الجديد، فبالنسبة للمجالات المعروفة من المحتمل أن تكون عن الدفاع عن مصالح البلدين، وبالنسبة للمجالات الجديدة فستكون شراكة أوسع نطاقًا في الطاقة النظيفة والفضاء والاستثمار الاقتصادي والسيبراني، ورسم خرائط الفضاء لتطوير شبكة الجيل السادس 6G.
محادثات دافئة
ولم يغفل التقرير تسليط الضوء على العلاقات الإيجابية بين بايدن والسعودية منذ توليه الرئاسة، حيث اتصل بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وأعلن حينها الجانبان بأنها محادثة دافئة.
وعلى مدار الشهور التي تلت ذلك، زار دبلوماسيون أمريكيون ووفود أمريكية رفيعة المستوى الرياض، كما بدأ المسؤولون الأمريكيون في إرسال رسائل إلى الشركات الأمريكية تفيد بأهمية القيام بأعمال تجارية في المملكة، وبالمثل قام وزراء سعوديون بزيارة واشنطن من الشؤون الخارجية والدفاع إلى التجارة والاستثمار والبيئة.
وقالت السفيرة السعودية ريما بنت بندر آل سعود لبوليتيكو في مقابلة: نريد خارطة طريق للشراكة بين البلدين لما تبقى من هذا القرن، وسيعمل البلدان معًا لمعالجة عدد لا يحصى من قضايا الأمن العالمي والتحديات الاقتصادية التي يواجهها كلاهما.
وفي الإطار نفسه، قال نائب وزير الدفاع، الأمير خالد بن سلمان، في مقابلة مع بوليتيكو: زيارة بايدن سيكون لها تأثير قوي على المنطقة وتعزز علاقة العمل بيننا، المملكة العربية السعودية حليف مهم، ومن الصعب إنجاز أشياء كبيرة في المنطقة سواء تتعلق بالأمن أو الاقتصاد العالمي، بدوننا.
وأضاف: هذه العلاقة هي حجر الزاوية للاستقرار في كل من الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي، ونحن نتطلع إلى تحديد الشكل الذي ستبدو عليه هذه العلاقة في هذا القرن.
واختتم التقرير قائلًا: إذا نظرنا إلى ما فعلته السعودية وأمريكا معًا في الثمانين عامًا الماضية، فكم أن تتخيلوا ما يمكنهم القيام به في الثمانين عامًا القادمة.