قبيل الاجتماع المرتقب الذي سيعقده الرئيس الأميركي في السعودية مع عدد من قادة الدول العربية ومنها العراق خلال منتصف الشهر الجاري، وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى السعودية بزيارة رسمية.
وقال المكتب الإعلامي للكاظمي في بيان مقتضب، إن “رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، وصل إلى مدينة جدة، في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية”.
في حين أعلن الديوان الملكي السعودي في وقت سابق، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور السعودية منتصف شهر تموز/يوليو المقبل للقاء ولي العهد محمد بن سلمان.
وتضمن جدول الزيارة اجتماعا مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله بن الحسين.
ما علاقة إيران؟
بالمقابل، جمع عدد من أعضاء مجلس النواب العراقي، أمس الجمعة، تواقيع طالبوا فيها الكاظمي بعدم التوقيع على أي اتفاقية أو معاهدة خلال حضوره اجتماع السعودية بحضور الرئيس الأميركي.
كما تحدثت مصادر حكومية لوسائل إعلام عراقية، أن زيارة رئيس الحكومة العراقية، ستتبعها زيارة إلى إيران، بمحاولة لاستكمال المباحثات السعودية-الإيرانية التي احتظنتها بغداد.
ويرعى الكاظمي، منذ اللحظة الأولى لتسلمه منصب رئاسة الوزراء عام 2020، مباحثات استراتيجية بين الطرفين، يسعى من خلالها إعادة تفعيل العلاقة التي انقطعت منذ العام 2016 بين البلدين، وخفض التوتر في المنطقة، واضفاء حالة من الاستقرار لبلاده.
وفي إطار تلك المحاولات كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في وقت سابق من شهر نيسان/أبريل الماضي، عن استضافة بغداد للجولة الخامسة من المحادثات الاستكشافية بين إيران والسعودية، مشيرا إلى أن الأجواء كانت إيجابية.
استئناف بعد توقف مفاجئ
وانتهت الجولة الخامسة من المباحثات بين السعودية وإيران في بغداد بأجواء إيجابية، كما قال حسين لوكالة الأنباء العراقية “واع” وتركزت على النقاط الخلافية، وأبرزها الحرب على اليمن والبرنامج النووي الإيراني.
واستأنفت طهران والرياض جولات الحوار الاستكشافية في العاصمة العراقية بغداد، بعد تعليقها من قبل إيران في آذار/ مارس الماضي، دون إبداء أسباب للقرار الذي جاء في وقت كان من المقرر أن تبدأ فيه جولة جديدة من المفاوضات.
وانتهت الجولة الخامسة من المباحثات بـ”أجواء إيجابية أثارت آمالا لدى البلدين في اتخاذ خطوات نحو استئناف العلاقات”، بحسب المعلومات التي نقلتها مصادر إيرانية حينها، في حين لم يتم تحديد موعدا للجولة القادمة.
وعقد الجانبان جولة المحادثات الخامسة بمشاركة مسؤولي عراقيين وعمانيين رفيعي المستوى، لعبوا دورا مهما في ترتيب اجتماعات مشتركة بين الطرفين.
بالمقابل، شارك في الجولة مسؤولون رفيعو المستوى من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية، بوصفهم ممثلين عن البلدين.
خطوة نحو مباحثات متقدمة
كما أن، الأجواء الإيجابية التي انتهت بها الجولة الخامسة شكلت خطوة نحو استئناف العلاقات الثنائية، وسط ترجيحات بعقد جولة محادثات في المستقبل القريب بين وزيري خارجية إيران والسعودية.
وقطعت الرياض العلاقات مع طهران في عام 2016 بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفار السعودية في العاصمة الإيرانية، احتجاجا على إعدام رجل دين شيعي في السعودية.
وجاءت الخطوة بعد أن أعدمت السعودية 81 رجلا في أكبر عملية إعدام جماعي منذ عقود، ونددت طهران بعمليات الإعدام التي قال نشطاء إنها شملت 41 شيعيا، وبدأت السعودية وإيران، اللتان تخوضان صراعات إقليمية بالوكالة، محادثات مباشرة العام الماضي، في محاولة لاحتواء التوتر.
وكان العراق أول من كشف عن عقد مفاوضات مباشرة بين طهران والرياض، حيث أعلن الرئيس العراقي، برهم صالح، في أيار/مايو الماضي، أن بلاده استضافت أكثر من جولة حوار بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية.