“السعودية اليوم” يكشف صراع سري بين الرياض وأبوظبي على قيادة السلفية في اليمن
كشفت مصادر يمنية لـ”السعودية اليوم” عن صراع سري بين الإمارات والسعودية على قيادة الجماعات السلفية في اليمن ضمن مؤامراتهما لنشر الفوضى والتخريب لدفع تقسيم البلاد.
وبحسب المصادر اليمنية فقد أعادت حادثة اغتيال القيادي السلفي في الفصائل الموالية للتحالف بمأرب، عبدالرزاق البقماء، السبت المنصرم، الصراع الإماراتي – السعودي على النفوذ في اليمن إلى صدارة المشهد.
وكشفت مصادر قبلية يمنية تفاصيل جديدة حول مقتل البقماء، موضحة بأن خلافات على قيادة القوة الجديدة التي تعيد السعودية تأسيسها تحت مسمى “قوات اليمن السعيد” كانت السبب في تصفية البقماء.
ووفق المصادر فإن خلافات داخل الجناح السلفي الذي يشكل قوام هذه القوات نفسه أدى لتصفية البقماء، مشيرة إلى أن الخلافات تعود إلى قبل أشهر حيث يخوض البقماء المحسوب على التيار السعودي صراع مرير لقيادة الفصائل الجديدة ضد جناح الإمارات المدعوم من بن عزيز بقيادة حمود الخرام.
وعلى مدى الفترة الماضية، وصلت الخلافات ذروتها مع قرار الخرام بدعم من بن عزيز بفصل البقماء من قيادة فصائل “اليمن السعيد” ووقف مخصصات اتباعه، حينها قصد البقماء الرياض للشكوى من بن عزيز وخططه لنسف مساعي السعودية تشكيل قوة موازية للفصائل الإماراتية جنوب اليمن.
وعاد البقماء قبل أيام من السعودية حيث التقى قيادات هناك وحصل على دعم ، ليشرع بتشكيل قوة موازية لفصيل “اليمن السعيد” الذي استحوذ عليه الخرام ويبدأ بسحب العناصر السلفية التابعة له من قوام قوات الخرام وهو ما دفع بالخرام لتهديده بالقتل وهو ما حدث بعد يومين فقط من ذلك التهديد.
وكان مسلحون اعترضوا البقماء في طريق فرعي بمديرية وادي عبيدة بعد اتفاقه مع مسؤول ، لم يسمى بعد، للقاء وحل الخلافات فرديا، وتم تصفيته بسلاح كاتم الصوت.
وأطلق التحالف بقيادة السعودية والامارات عملياته العسكرية في آذار/مارس 2015، تحت شعار استعادة الشرعية اليمنية من أيدي جماعة الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح، التي أسقطت صنعاء، واستولت على مقاليد الحكم في أيلول/سبتمبر 2014. كان هدف “محاربة الحوثيين” هو ما يجمع الدول المنضوية في هذا التحالف.
بيد أن الوتيرة المتسارعة للعمليات العسكرية تباطأت مع مرور الوقت. وقد ظهر خلالها الكثير من الخلافات بين الدول المتحالفة، خصوصًا بعد إقالة رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، المدعوم إماراتيًا. وقد تقاسمت هذه الدول النفوذ في المناطق المحررة، إذ تمركزت الإمارات في مدن السواحل الجنوبية، ثم الغربية لاحقًا، بينما كثّفت السعودية تواجدها في المناطق الصحراوية، وتحديدًا في محافظة مأرب والمناطق المتاخمة لشريطها الحدودي.
وفق استراتيجية التوزيع هذه، تولّت الإمارات تدريب وتمويل قوات عسكرية جنوبية، معظمها يطالب بالانفصال عن الشمال، فيما عمدت السعودية إلى العمل مع بعض الوحدات العسكرية في الجيش اليمني، التي حاربت الحوثيين ورفضت سيطرتهم قُبيل وبعد سقوط صنعاء.
وعقب إنهاء شرعية الرئيس هادي وإقالة نائبه الجنرال علي محسن صالح، جراء ضغط مورس من قبل السعودية والامارات، وشكلت على أنقاضه مجلس القيادة الرئاسي بقيادة اللواء رشاد العليمي، و 8 نواب، تصاعدت الخلافات بين البلدين وعادت التصفيات والاغتيالات بعد الحديث عن هيكلة الجيش