أعلنت هيئة التراث السعودية، أن فريقا مكونا من باحثين سعوديين وخبراء دوليين، عثر على اكتشافات جديدة بموقع “الفاو” الأثري، الواقع على أطراف صحراء الربع الخالي، وهي “مكان للتعبّد” و”استراحة للمسافرين”، إضافة لأدلة على نظام الري في المكان.
وحسب الهيئة، فإن ذلك جاء في إطار عثور الفريق على مكان لمزاولة الشعائر الدينية لسكان “الفاو” التي كانت عاصمة لمملكة “كندة”.
ويقع الاكتشاف الجديد في الواجهة الصخرية لأطراف جبال “طويق”، المعروفة باسم “خشم قرية” إلى الشرق من موقع الفاو الأثري.
ووجد العلماء بقايا معبد تم بناؤه من الحجارة، وبداخله بقايا مائدة لتقديم القرابين، فضلاً عن العديد من النقوش التعبدية المنتشرة في المكان.
وأظهرت هذه الاكتشافات نظام الري الذي يحتوي على مئات الخزانات الأرضية، التي حفرها إنسان الفاو لتخزين مياه السيول في مجرى الوادي بجوار المناطق التي استخدمت للزراعة.
ويفسر هذا الكشف، كيف استطاع إنسان الفاو التغلب على الظروف المناخية الجافة وقليلة الأمطار، في واحدة من أشد البيئات الصحراوية قساوة في العالم.
ونتج عن الأعمال المسحية المركزة وصور الاستشعار عن بعد؛ الكشف عن عدد من المساحات الزراعية التي يعتقد أنها كانت حقولاً زراعية استخدمت لزراعة عدد من المحاصيل التي تسهم في تأمين حياة سكان المدينة.
ويضيف هذا الاكتشاف المزيد من المعلومات عن التنظيمات الدينية لمدينة الفاو الأثرية، كما اكتشف الفريق أيضاً بقايا مستوطنات بشرية تعود للعصر الحجري الحديث (قبل 8 آلاف سنة)، وتم توثيق وتصنيف أكثر من 2807 مقابر منتشرة في الموقع.
وقالت الهيئة إن فريق البحث صنّف هذه البقايا إلى 6 مجموعات تمثّل فترات زمنية مختلفة، وكان أهمها نقش تعبّدي مقدم للإله كهل في معبد جبل “لحق” من قِبل شخص اسمه “وهب اللات” من عائلة “ملحة”.