كشف أحدث استطلاع بريطاني للشارع في المملكة العربية السعودية عن رفضه الشديد للتطبيع مع إسرائيل، تزامنًا مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
فقد أجرت صحيفة “فايننشال تايمز” لقاءات واستطلاعات رأي مع مواطنين سعوديين أبدوا رفضها التام لإبرام أي تطبيع مع “إسرائيل”.
وأكدت أن الحديث عن تطبيع العلاقة مع “تل أبيب” يثير شكوك المجتمع السعودي، إن لم يكن العداء الصريح.
وقالت الصحيفة: “بشارع مزدحم بالمطاعم في الرياض، سألنا مواطنا سعوديًا عن رأيه بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.
وجاء رده: “أنا أعارض أي شيء له علاقة بإسرائيل، حتى لو كان هناك فوائد من التطبيع، يمكننا العثور عليها بمكان آخر، إنها مسألة مبدأ”.
فيما قال موقع “انترسبت” الأمريكي إن فكرة التطبيع لا تحظى بشعبية كبيرة داخل المملكة العربية السعودية، إذ أن الشعب السعودي غير مقتنع بموقف حكومته من إقامة علاقات مع “إسرائيل”.
وذكر الموقع في تقرير أن ذلك حتى مع تبريرات المسؤولين بشأن شرط حصول الفلسطينيين على حقوقهم، مؤكدين أنها بين الحكام المستبدين فقط، وليس مع الشعوب العربية.
ونقل عن مسؤول في المخابرات الأمريكية قوله إن “التقييم الدائم لموقف الشعب السعودي يشير إلى أنه لا يؤيد التطبيع مع إسرائيل، لكن ليس لديه صوت”.
تطبيع الشعب السعودي
وأشار إلى أنه “في منطقة يسيطر عليها المستبدون غير المنتخبين، غالباً ما يتم تجاهل إرادة الشعوب”.
فيما قال المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) إن ابن سلمان منخرط في جهد ثابت على مدى عدة سنوات لتغيير الرأي العام السعودي تجاه إسرائيل.
وأوضح المعهد في تقرير إن جهده عملية تدريجية بتصريحاته العامة، ووسائل الإعلام، وتغيير الكتب المدرسية، ومشاريع التواصل بين الأديان”.
وأكد أن حسابات ابن سلمان تأثرت فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، مع وجود معارضة سعودية صريحة، ومخاطر سياسية داخلية.
وبين المعهد أن العائلة المالكة تسعى لمنعه من صعود العرش، بمجرد انتهاء عهد الملك سلمان، كل ذلك جعله يعيد النظر قبل إعلان عن التطبيع.
وذكر أن ابن سلمان يدرس أكواماً من البيانات واستطلاعات الرأي ويراقب وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة موقف الشعب السعودي تجاه سياساته.
وأشار المعهد إلى أن ذلك “بعد الحفلات الموسيقية ذات الطابع الغربي والسماح بالاختلاط بين الشباب بدون قيود دينية واجتماعية”.
وبين أن ابن سلمان هو صانع القرار فيما يتعلق بقضية التطبيع مع إسرائيل، ويُعرف بازدرائه للقيادة الفلسطينية بشكل خاص.
وأوضح المعهد أنه “يثير استياء الفلسطينيين بنفي حقهم التاريخي من خلال اعترافه بإسرائيل”.
ابن سلمان يعترف بإسرائيل
وامتدح السفير السابق لإسرائيل في الأمم المتحدة دور غولد ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان، مؤكدا أن الأخير مهد الطريق لمملكة جديدة.
ونشر غولد مقالًا تحت عنوان “لم تعد السعودية مملكة كراهية”، ويمدح فيه ولي العهد الشاب.
وقال إن “ابن سلمان مهد الطريق لمملكة جديدة، طريق يتعاون فيه السعوديون والإسرائيليون المتشابهون في التفكير”، وفق تعبيره.
يذكر أن غولد كتب في عام 2003 كتابًا بعنوان: “مملكة الكراهية: كيف تدعم السعودية الإرهاب العالمي الجديد”
يسيء في الكتاب إلى الإسلام والقرآن ويتنقد السعودية ويتهمها بالإرهاب.
لكن غولد الذي يشغل منصب رئيس مركز القدس للشئون العامة أيضا غير سلوكه تجاه ابن سلمان.
وقال إنه قائد واعد لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وأضاف جولد في مقابلة تلفزيونية: “اعتقد ان ابن سلمان هو أحد القادة الواعدين في الشرق الأوسط منذ عدة سنوات”