قسمت رئاسة شؤون الحرمين، المواطنين، وخصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي، إلى فريقين، ما بين (مؤيد ومعارض) بعد قرار لها قضى باختيار محمد عيسى، الشيخ المثير للجدل، لإلقاء خطبة عرفة.
وأعلنت رئاسة شؤون الحرمين، في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي بتويتر، بأن محمد العيسى نال الثقة الكريمة بتكليفه خطيباً ليوم عرفة هذا العام.
وعلى وقع الإعلان ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تطبيق التدوين المصغر “تويتر” بتغريدات المعارضين والمؤيدين لاختيار العيسى، الذي يشغل أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي، وعضواً في هيئة كبار العلماء ووزير عدل سابق.
وفي أوقات سابقة ظل العيسى شاغلاً الرأي العام، لآرائه التي تختلف عن توجهات المواطنين، منها إجراء محادثات مع قادة دينيين يهود.
كما انتشرت له صور ومقاطع فيديو توثق زيارته لمعسكر “أوشفيتز” النازي، في بولندا، للمشاركة في الذكرى الـ 75 لتحرير سجنائه، ورافق محمد العيسى آنذاك وفدا، بمناسبة ذكرى تحرير أسرى يهود من المعسكر، وراج تسجيل فيديو للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وقتها وهو يؤم صلاة جماعة مع وفده في المعسكر.
في السياق استغل المؤيدون للاختيار، وسم #انزلوا_العيسى_من_المنبر النشط، للتعبير عن صوابية القرار، وأن العيسى يعد نموذجاً للتسامح والوسطية حسب تعبيرهم.
وتصدر هذا الفريق الإعلامي عضوان الأحمري، الذي قال إن الحملة على الشيخ محمد العيسى بعد إعلان أنه سيكون خطيبا في يوم عرفة حملة إخوانية متطرفة بامتياز.
وأضاف في تدوينته على “تويتر” “المتطرفون مختبئون بأقنعة مختلفة، ومسميات متعددة، يستغلون الفرص لتجربة بث السم ثم يتوارون عن الأنظار، في أدبيات إرهاب الإخوان، لحوم من يعارضهم غير مسمومة ولحوم شيوخهم مسمومة تقتل منتقدهم”.
من جهته رحب بدر القحطاني باختيار العيسى خطيباً لعرفة، بقوله “منبر التسامح والتعايش والإسلام الوسطي لا يليق به إلا مثل هذه القامة”.
وأضاف “سئمنا من لغة التطرف ونشر ثقافة الكراهية التي لم نجن منها إلا أتباعا متطرفين وديننا متشددا وعنصريا وارهابيا جعلنا كمسلمين نخجل من الانتماء له”، وأختتم قحطان تغريدته “بأمثال هذا الرجل نقدم للعالم ديننا الحقيقي”.
أما أحمد الرباعي، فيرى أن مهاجمة محمد العيسى بعد الموافقة السامية الكريمة بتكليفه بالخطبة والصلاة في يوم عرفة خلفها أيديولوجيا إخوانية متطرفة تسعى لشحن المجتمعات المسلمة، حد وصفه.
وقال “أغاضهم “بالتي هي أحسن” فأخذوا يبثون سمومهم وآراءهم السوداء لتشويه قيم التسامح والاعتدال”.
في الاتجاه الآخر، ونظراً لمواقف العيسى المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، وظهوره الدائم والمثير للجدل، أبدى الكثير من المغردين عن غضبهم ورفضهم للاختيار، الذي وصف بغير الصائب، وأنه يأتي في إطار رؤية محمد بن سلمان التغريبية.
منهم المغرد عبداللطيف ناصري “أبو عبدالرحمان” الذي قال إنه لم يتوقع أن يكون العيسى خطيباً في أحد مساجد مكة، لا في مسجد نمرة، وفي يوم عرفة.
وأرجع استغرابه إلى أفكار العيسى التي قال عنها غريبة، مختتماً تغريدته بالدعاء متمنياً أن تعمل قادة البلاد على تغييره قبل يوم عرفة، وأن يوضع من يناسب ذلك المكان المبارك حد تعبيره.
فيما دوّن “فهد الغفيلي” عن لقاء محمد العيسى بالأب الروحي للهندوس،.. مشيراً إلى أنه لم يتكلم معه عن إنقاذ مسلمي الهند من القتل والتنكيل والاضطهاد، ولكنه تكلم معه عن “إنقاذ التربة”.
وقال “هذا النموذج سيكون خطيبًا للمسلمين في يوم عرفة.
بدوره تركي الشلهوب اعتبر التعيين، من أكثر القرارات التي تستفز المسلمين.. وقال “كيف لهذا الذي يُناصر أعداء المسلمين ويقود عجلة التطبيع ويميّع الدين أن يعتلي منبر مسجد نمرة”.