هي المرة الأولى التي لم يتفاعل فيها المؤثرون، أو كبار الإعلاميين والقريبين من دوائر صنع القرار في المملكة مع الأحداث الأخيرة التي تشهدها اليمن، والتي دفعت يمنيين إلى التعبير عن غضبهم من أداء المجلس الرئاسي المشكل منذ أبريل الماضي برعاية سعودية إماراتية.
ورصد “السعودية اليوم” عدداً من الشخصيات التي كتبت في حساباتها على التواصل الاجتماعي، بينما تجاهل الأغلب الأحداث الأخيرة التي وصلت إلى الاقتتال البيني في محافظة شبوة والذي اندلع في 8 من أغسطس الجاري ليحسم لصالح القوات المدعومة من الإمارات بعد تدخل طيران مسير.
تجاهل أم تمرير
وهو التجاهل الذي يمكن إعادته إلى أن السلطات السعودية، أوعزت إلى صحافييها والمؤثرين، إلى تهدئة الأمر، وعدم الانجرار وراء موجة السخط والغضب أوساط اليمنيين، بالسلب أو الإيجاب.
وعكس مرات سابقة كانت تظهر مواقف سعودية مخالفة للإمارات منها ما حدث في العام 2019، حين اشتعلت المعارك بين الانتقالي الجنوبي والجيش الوطني، والتي انتهت بقصف جوي لكتائب الجيش، إلا أن إيقاف الاقتتال حينها بتدخل مباشر من المملكة والتي خرجت بما عرف باتفاق الرياض.
كما كان حينها تضامن سعودي نوعاً ما مع ضحايا القصف الجوي، بينما علت أصوات سعودية لأول مرة معارضة لسياسة الإمارات في اليمن، والتي عدتها معادية لبلادها، التي تقود التحالف العربي لإعادة الشرعية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين، ذراع إيران في صنعاء.
سياسة تفتيت بمساعدة إماراتية
وفي إزاء ذلك لا يمكن تبرير الصمت الحاصل، إلا كونه تمريراً سعودياً إماراتياً لتفتيت البلاد الذي مزقته الحرب، كما أنه عودة للمربع الأول، بأن تتحكم الإمارات باليمن، والتي كسبت قرارات أخيرة أعلنها المجلس الرئاسي كلها تصب في صالح المجلس الانتقالي، والمليشيات التي تمولها الإمارات ومنها ما تعرف بالعمالقة الجنوبية.
ومن المغردين السعوديين الذين تناولوا مستجدات الأحداث في اليمن بشيء من الاقتضاب، الكاتب تركي القبلان، الذي كتب “اليمن ثلاث رايات متضادة مرفوعة على ثلاث كتل جغرافية، معه لن ينجح كفاح استعادة الدولة وبناء المستقبل”.
مع المجلس الرئاسي اليمني
بينما ذهب نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ، عبدالله آل هتيلة، إلى الحملة الإلكترونية الواسعة في اليمن ضد سياسة المجلس الرئاسي في بلادهم، بأنهم تجاهلوا اليمن، وتفرغوا للمناكفات، بتغريدات مقززة، فيها من النفاق ما يفقدهم التقدير والاحترام، وقال “لا مكان لأمثال هؤلاء داخل اليمن وخارجه”.
وأضاف آل هتيلة في تدوينة أخرى في إشارة إلى تبني أنصار المجلس الانتقالي القرارات الرئاسية، التي يصدرها رئيس المجلس محمد العليمي بأنها انتصار لجماعتهم المطالبة بالانفصال، “أتمنى أن ينسب أي إنجاز لمجلس القيادة اليمني بدلاً من تسجيله باسم مكونات منضوية تحت لواء المجلس من باب النفاق وبحثاً عن مصالح لا تخدم الأزمة، التي تحتاج إلى توحيد الجهود”.
وقال “أقف احتراماً لأسماء يمنية وطنية تمارس دورها باتزان بعيداً عن مراهقة من توسمنا فيهم الخير فخذلوا قضيتهم”.
إدخال اليمن في متاهة
في اتجاه آخر كتب “عثمان الأهدل” “تأملنا خيرا من مخرجات الرياض التشاوري، وغضينا الطرف عن يمين عيدروس الزبيدي الناقص الذي فيه غاية في نفسه ظهرت نتيجتها هذا الأيام أدخلت البلاد في متاهة لا نعلم ماذا ستكون نتيجتها، وقد تكون كارثية، والأدهى والأمر إعطاءه الملف الاقتصادي والذي لا شك أظهر أن الرئاسة مرتهنة للانتقالي”.
وكتب في تدوينة أخرى “بدلا من التركيز في التخلص من الحوثي تبددت جهود الجيش في لملمة عبث المرتزقة التي زُرعت بأيادي خارجية لها أطماع واضحة لا يهمها وحدة اليمن اطلاقا، بل ترى في ضعفه وارتهانه حاجة ماسة”.