آخرهم رئيس سيرلانكا.. هل باتت المملكة مأوى للديكتاتوريين..؟

الخميس، أفاد مراسل لوكالة “أسوشيتد برس” للأنباء، نقلا عن مسؤولين في جزر المالديف، بأن رئيس سريلانكا المستقيل “جوتابايا راجاباكسا” سيستقل طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية إلى سنغافورة ثم إلى السعودية، حيث سيقيم هناك في المنفى بعد انتفاضة شعبية أجبرته على الاستقالة.

خبر يعيد إلى الأذهان مشهد وصول الرئيس التونسي المخلوع “زين العابدين بن علي” إلى السعودية، يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011، بعد ثورة شعبية أطاحت به، آنذاك، ليظل بها حتى وفاته هناك في 19 سبتمبر/أيلول 2019. ولاحقا، في حزيران/يونيو 2011، وصل الرئيس اليمني آنذاك “علي عبد الله صالح”، وإن بغرض العلاج، إلى المملكة.

ومن قبل أيضا، لجأ الديكتاتور الأوغندي “عيدي أمين” إلى المملكة إثر سقوطه في العام 1979، وتوفي فيها في العام 2003. كما تلا الانقلاب العسكري، الذي قاده الجنرال الباكستاني “برويز مشرف” سنة 1999، لجوء رئيس الوزراء آنذاك “نواز شريف” إلى السعودية، وإقامته فيها 7 سنوات.

وتوجد على القائمة أيضا رئيسة وزراء بنجلادش “خالدة ضياء” (من 1991 إلى 1996 ومن 2001 إلى 2006).

وبوجه عام، تكون هذه الاستضافات محكومة بشروط تفرضها الرياض على ضيوفها من السياسيين، حتى لا تتضرر العلاقات مع الدول الأخرى، من أهمها تجنب أي نشاط سياسي طيلة فترة إقامته بالسعودية، وعدم نقل أو تحريك أموال الرؤساء السابقين إلى المملكة؛ تجنبا لتفسيرات من حكومات بلدانهم الأصلية تسيء للعلاقات مع الرياض.

كما لا يسمح لهم بإجراء أي لقاءات إعلامية، أو ممارسة أي أنشطة عامة، بما فيه النشاط الاقتصادي واسع النطاق، مثل تأسيس الشركات والاستثمار، وغيرها.

فلماذا المملكة؟

تحت عنوان رئيس: “دار تقاعد خمس نجوم للديكتاتوريين”، وآخر فرعي: “أهلا بكم في المملكة المشمسة، أرض الطغاة الساقطين”، نشرت مجلة “فورين بوليسي” مادة مطولة، في العام 2011، تناولت فيها لجوء “بن علي” وغيره من القادة المنفيين إلى المملكة.

ورأت المجلة أن المملكة، منذ أيام الملك “عبدالعزيز”، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، اتبعت التقاليد العربية في استقبال القادة المخلوعين، حتى لو لم تكن على وفاق معهم.

ففي حالة “بن علي”، قدمت له المملكة ملاذا آمنا رغم امتناعه عن دعم المملكة في حرب الخليج، إبان غزو عراق “صدام حسين” للكويت.

وبهذا الخصوص، تنقل المجلة عن أحد الأمراء قوله: “طلب الرجل (بن علي) حمايتنا. وهذا العرف جزء من حياتنا”.

فيما ذهب معلقون وتقارير إخبارية، إلى أن المملكة، بمنحها اللجوء لهؤلاء الزعماء، إنما يأتي من منطلق دورها في قيادة “الثورات المضادة“، في منطقة غير “الربيع العربي” ملامحها.

بيد أن السعوديين يرون أن استقبالهم لـ”بن علي” جنّب بلاده وقوع مجازر، وأنهى حربا بدأتها مليشياته ضد المتظاهرين.

Exit mobile version