أخبار

فشل الهدنة في اليمن ماذا تعني سعودياً؟

مع إعلان المبعوث الخاص بالأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق تمديد للهدنة تعمد إعلام المملكة كما كل مرة في تسطيح الأخبار، مكتفياً بإيراد تصريحات الفشل للهدنة دون أي توضيح عن مخاطرها للداخل السعودي.

وأمس الأحد دعا “غروندبرغ” في بيان له الأطراف اليمنية إلى “الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف”.

وحمّل غروندبرغ في بيانه، بشكل غير مباشر، جماعة الحوثي المسؤولية عن عدم تمديد الهدنة، التي كانت قد دخلت حيز التنفيذ يوم 2 أبريل/نيسان الماضي لمدة شهرين تم تجديدها مرتين، حيث أشاد المبعوث الأممي بموقف الحكومة اليمنية للتعاطي مع مقترحه بشكل إيجابي، مؤكداً “استمراره في العمل مع كلا الجانبين لمحاولة إيجاد حلول”.

كيف ستنعكس على مواطني اليمن؟

ومعنى ذلك أن الحرب عادت من جديد، لتلقي بآثارها الوخيمة على المواطن اليمني الذي يعاني منذ أكثر من 8 سنوات، غم الدعم السعودي لبلاده، إلا أن الجماعة الحوثية المدعومة من إيران ما زالت تفضّل الحرب على أي خيارات السلام.

وسيشهد اليمن في حال استمرار تعنت الحوثيين، اشتعال الجبهات القتالية والتي يدفع ثمنها المواطن، إذ تنعكس على حالته المعيشية، وتمنع أي تدفق لدخول المشتقات النفطية، والإغاثات والمساعدات الإنسانية، وهو ما سيزيد من أعباء المملكة الاقتصادية التي ستضطر بأي طريقة إلى معالجة أسوأ أزمة تعيشها بلد وعلى مقربة منها وفي حدود معها ليست بالقليلة.

تأثيرات ستمتد إلى السعودية

وفي نفس السياق، عاود التهديد الحوثي إلى أن يطل برأسه على المنشآت الحيوية في السعودية، كما أن مواطني المملكة ليسوا بمأمن خصوصا أبناء المناطق والمحافظات الحدودية مع اليمن، والذي سبق أن استهدفتهم جماعة الحوثي بمختلف أنواع الأسلحة، علماً أنها حصلت على أسلحة نوعية فترة الهدنة من داعمتها إيران وفق تقارير إعلامية يمنية.

ووجهت جماعة الحوثي تهديدات مباشرة إلى السعودية، حيث قال المجلس السياسي الأعلى للجماعة في بيان نشرته قناة المسيرة، إن “قواتنا المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا استمر العدوان والحصار” مهدّداً بوضع “مطارات وموانئ وشركات النفط التابعة لدول العدوان في مرمى نيرانها”.

وسبق بالفعل أن نفّذ الحوثيون العديد من الهجمات بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة على السعودية والإمارات. وكان آخرها في آذار/مارس الماضي مع استهداف منشآت لمجموعة أرامكو السعودية العملاقة ما تسبب بحريق هائل. وكتب المتحدث باسم

لماذا تزيد من مخاوف السعوديين؟

وما يزيد من مخاوف السعوديين، أن الحوثيين لا ينصاعون للسلام، كما أنهم ينفذون أجندة إيرانية، والتي تصل إلى أن تستهدف الجماعة الأراضي السعودية دون اعتبار لأي شيء آخر سوى تنفيذ الأوامر الإيرانية، مما سيجعلهم في مرمى النيران في حال تجدد الحرب.

والفترة الأخيرة كشفت ملفات أخرى كالأسرى من الجنود في الجيش السعودي لدى الحوثي أن تلك الجماعة تستخدمهم ورقة ضغط على المملكة، وهو ما قد يغريها باستمرار القصف للأراضي السعودية من أجل الابتزاز الذي عرفت عنه، وتؤكده تصريحات القيادة اليمنية.

وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عبد الله العليمي، تعليقاً على فشل الهدنة، إن جماعة الحوثيين تعاملت مع الهدنة الإنسانية “كمعركة سياسية وفرصة للابتزاز، وقدمت مصالح إيران على مصالح اليمنيين”.

وأفاد العليمي في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن ” جماعة الحوثي أبعد عن أن تكون شريكاً في السلام”. وأكد “أن الحكومة (المعترف بها دولياً) قدمت تنازلات واسعة ووافقت على مقترح المبعوث الأممي”، بحسب تقرير لموقع DW الألماني.

بارقة أمل.. لم تستمر

ومنذ الثاني من نيسان/أبريل، سمحت الهدنة بوقف القتال واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل نادرة بعد حرب مدمرة.

وواجه الخصوم في اليمن دعوات دولية لتمديد الهدنة، بما في ذلك من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وحتى الولايات المتحدة وروسيا تلاقتا في مجلس الأمن لدعم وقف إطلاق النار هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى