تقارير وتحليلات

الفخذ ليس عورة وصيام يوم عرفة بدعة.. الغامدي مجددا يثير جدلاً وسخطاً واسعاً

أثار المدير العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة، أحمد الغامدي، حالة واسعة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد قوله إن حديث “الفخذ عورة” ضعيف، إضافة لعدم إثبات صحة صيام 6 أيام من شهر شوال.

وقال الغامدي المثير للجدل خلال مقابلة أجراها على قناة “روتانا خليجية”، الاثنين الماضي: “حديث الفخذ عورة هذا حديث ضعيف، عله أبو حاتم وابن القطام باضطراب، فالحديث مضطرب فيه زرعة وكلاهما مجهول”.

وأضاف: “العورة للرجال والنساء هي العورة المغلظة، وهي القبل والدبر فقط، أما ما سوى ذلك بالنسبة للرجل فهو متعلق بالعرف، ما الذي تستسيغه الناس كمروءة وكذا فقط.. والمرأة هناك العورة المغلظة، وهناك ما يجب عليها أن تستره لقول الله تعالى: (ولا يبدين زينتهن)، فإذن للمرأة هناك شيء يسمى واجب الستر ولا يعني أنه عوره”.

وحول صيام 6 أيام من شهر شوال قال الغامدي: “لم يثبت هو (الحديث) رواه أبو سعيد الخدري، وروي عنه مرفوعاً وموقوفاً ومعلولاً بالوقف، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صام الست من شوال ولا عن أصحابه، كعمل لم ينقل عنهم”.

فتاوى على مقاس محمد بن سلمان

والمفارقة أن هذه الفتوى التي تأتي في سياق الانفتاح التي شرعنتها رؤية ولي العهد محمد بن سلمان، الداعية لتحرير المرأة، تخالف فتوى الشيخ الراحل عبد العزيز بن عبد الله بن باز التي يعتدّ به السعوديون.

وكان بن باز قد سُئل عن طبيعة ما يجب أن تلبسه المرأة المسلمة، فأجاب من ضمن فتوى طويلة، الواجب أن تكون ملابسها وسطاً لا واسعة تبين الأعضاء ولا ضيقة تبين حجم الأعضاء، ولكن وسط هذا هو الواجب وهذا هو السنة.

وسبق للغامدي أن أثار الجدل في فتاوى مماثلة طوال السنوات الماضية، إذ دفع الجدل الذي أثير حول الفنانة المصرية إلهام شاهين، بظهورها وهي تصلي بدون حجاب، هذا الداعية المحسوب على النظام السعودي للخروج بفتوى جديدة من أجل الدفاع عنها، ليزيد الأمور غرابة.

ونشر الداعية الغامدي تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين “تويتر” وقتها، قال فيها: “يجوز للمرأة الصلاة كاشفةً شعرها إذا لم يكن يراها أجنبي”، وهو ما اعتبره النشطاء دفاعًا عن الممثلة إلهام شاهين.

“شيوخ الشنطة”

وتفاعل مغردون مع فتوى الغامدي الجديدة بخصوص العورة، معبرين عن استيائهم من هذه الفتاوى التي تسعى لهدم أسس الدين والفقه الإسلامي.

وفي هذا السياق علق “عَمّار بن ياسر” متحدّثاُ عن الغامدي: “هذا من الناس الي تحب تفتن الناس في دينها وسالفة العورة مقفلين موضوعها من زمان والله يثبتنا على طريق الحق”.

وعقب صاحب حساب “سعودي حر” بأن هذا هو مفهوم العورة لدى متلبسي الدين “شيوخ الشنطة ومدعي العلم وهم ليسوا أهلاً له” حسب وصفه، وأضاف بمثل هؤلاء “يتم تصوير رؤية 2030 أنها انحلال”.

وعلق “جميل الرويلي” أن “مسألة أن العورة متعلقة بعرف الناس فهذا نفسه كان موجودا في الجاهلية حين تعارفوا على التعري للطواف حول الكعبة ورأوه عمل مقدس!”.

وأردف أن “علمنة الناس وتحييد الدين بالدين لعبة قديمة غبية لم ولن تنجح وبمثل هذه الأقوال الغبية ستجد الناس يصلون على شواطئ العراة عراةً لأنه صار عرفهم المقبول!”.

فيما رأى “هشام الشراري” أن “تسويغ ما يطرحه الغامدي وأمثاله بحجة فقه الخلاف خطير ولا يتفق حتى مع أصول الشريعة والنظر للمآلات ومسألة سد الذرائع!”.

واضاف موضحاً : “هل من الفقه طرح الخلاف الفقهي ” الضعيف ” حول عورة المرأة مثلاً في وقت تشهد فيه الأمة انفلات الأخلاق وعولمة التفسخ والعري؟! كأنه لا توجد في الدولة جهة تعنى بالفتوى”.

زر الذهاب إلى الأعلى