المصور الفرنسي “مينوزا” وقصة عشق طويلة لـ “نجران” كيف خلّدها..؟

في عام 1977 للميلاد، بدأت عشق فنان ومصور فرنسي لمنطقة نجران، وقبائل يام، إذ وثق بعدسته الصغيرة كل ما حطت عليها عيناه، علماً أنه مكث فيها كما يقول أكثر من 10 سنوات.

مؤخراً وعلى مقطع فيديو نشرته صفحة “التواصل الحكومي” ظهر عاشق نجران، أو هكذا أطلق عليه، وهو المصور “”تشيكوف مينوزا” الذي جمعه ونجران قصة عشق، لم يتركها للزمن، بل احتفظ بها، وصارت في كل زاوية من زوايا منزله في العاصمة الفرنسية باريس.

وفي بداية المقطع المصور، غدت أمنية الرجل الأخيرة، أن ينثر جزء من رفاته على وادي نجران، ويضيف “إنني أشعر كأنني نجراني، أحب كثيراً هذا البلد، الذي أمضيت فيه أكثر من عشر سنوات”.

وجد الفرنسي مينوزا هائماً بالمكان، فدفعه إلى أن يوثق بعدسته العتيقة معاني كبيرة لا توجد إلا في دروب نجران، التاريخ والحضارة الموغلة في القدم، كما وثق حياة الإنسان وعاداته اليومية.

أكثر من مائة وخمسين ألف صورة، صارت كنز نجران النفيس، والذي لم يستأثر به تشيكوف له أو لورثته من بعده، أو لنقل لحكومة بلاده، بل ها هو يعرضها للإنسان السعودي ككل، وقد وثق جزءا من بلادهم بحب وجنون.

يقول عن ما يحتويه كنزه الثمين، مشيراً إلى ملفات ومجلدات يحتفظ بها بطريقة مميزة، “هذه الملفات كلها صور عن المملكة، ذهبت إلى نجران ووجدت هذه المنطقة، قلت على الفور هذا هو المكان حيث أريد عمل كتاب عنه”.

كما عرض مجلدات لفت إلى أنها تحتوي على مائة وخمسين فيلما، كل فيلم بمفرده يحتوي على 36 صورة، منها صور عن مدائن صالح”.

وفي زيارة له للمملكة لم يشر إلى تاريخها في “الفيديو” إلا أنه في محرك البحث جوجل، وجدنا أن له زيارة في العام 2013، كمشارك في مهرجان قس بن ساعدة.

خصصت له إدارة المهرجان حينها خيمة في داخلها 4 شاشات تلفزيونية عرض فيها 500 صورة التقطها لنجران تحكي عن عراقتها وآثارها وعاداتها وتقاليدها، ونشاطاتها واحتفالاتها وفنونها الشعبية، وصناعاتها المحلية وحرفها اليدوية.

عبر الرجل الفنان، عن سعادته بالعودة، كما قال، إلى الأصدقاء الحقيقين وأضاف “كأنني عدت إلى الوطن الأم”.

وواصل “التجول في السعودية، والتقاط كل هذه الصور، كنت الأوربي الأول، الذي يصور البلاد حينذاك، كنت متنبها إلى أنها كانت تتغير بصورة سريعة، وكمصور ومحب للفن، والثقافة كان لدي إحساس إنه في يوم ما سيكون هذا مهما للمملكة”.

وعلى إثر نشر الفيديو علق سعوديون بعضهم من مواطني نجران بكل حب وتقدير للمصور الفرنسي، حيث قال، عبدالله المخلوف إنه “مهووس بمنطقة نجران من 40 سنة وأمنيته يموت فيها، لدرجة بيته في باريس، بداخله 200 ألف صورة عن السعودية موثقة لديه في تلك الحقبة”.

وأضاف في تعليق آخر معبراً عن حزنه لأنه كما قال “أثناء توثيق الفرنسي لهذي المرحلة التاريخية في السعودية آنذاك، وأخذت سنوات لتصويره بنجران وتحميضه في باريس كان يرافقه حينها “عطران آل عقيل” يقنع الأهالي بالسماح بالتصوير”.

وأضاف “تسهلت عملية نشر الكتاب، بعد سنوات نُشر الكتاب فأتى الفرنسي يبحث عن عطران ليبشره فاكتشف انه توفي قبل أن طبع الكتاب”.

وكان مينوزا نفسه قد قال عن مرافقه عطران آل عقيل بأنه كان يبذل جهدا في إقناع الناس بالموافقة على التصوير، فلم يكن يعلم أهل المنطقة من هذا الرجل ولا هذه الآلة التي يخرج منها ضوء، لافتا إلى أنه ومرافقه عطران تعرضا لهجوم حيوانات مفترسة وأفاع سامة، وتحملا الحر الشديد وسط الصحراء والعطش والجوع على مدار عامين.

وأضاف “عند طباعة الكتاب عام 1982م كنت شغوفا جدا لعرض الكتاب لمرافقي عطران آل عقيل لأريه نتيجة تعبنا عامين، لكنني فوجئت بوفاة عطران فأجهشت في البكاء وقتها، وبقيت 6 أشهر حزينا عليه، وكتبت له على الغلاف كلمة شكر ووفاء”.

إبراهيم العمري، بدوره كتب “نجران الحب الأولي مازال هواها وذكراها يترعرع في داخلي، نعم الرجال أهل الوفاء والشجاعة والكرم، مسقط راسي كيف لا أحبها، أحبها وأعشقها وأعشق اسمها وأهلها، فالكم الطيب يأهل الطيب”

وذكر أحد أبناء نجران ويدعى “علي آل سرور” بأن المصور الفرنسي والكاتبة الفرنسية التي قامت بتأليف كتاب نجران، كانوا في ضيافة والده”.

وأضاف “أول ما دخلوا نجران وتم دعمهم ماليا لتشجيعهم على إظهار بلادنا بأحلى صورها أمام العالم، صور قصر الوالد الحديث من ضمن الأعمال الفنية والثقافية وأيضا في الكتاب”.

https://twitter.com/AliAlSuroor/status/1552970148079960070?s=20&t=O4o42B9gRZp3cA7ajTlq7g
Exit mobile version