اختناقات “جدة” المرورية.. كارثة و(هنا) يكُمن الخلل
باتت عروس البحر الأحمر، مثالاً سيئاً لحركة السير في المملكة، لما تشهده من اختناقات يومية في مختلف شوارع وتقاطعات وجسور المدينة.
أغلب المواطنين، يؤكدون أن الازدحام للسيارات والمركبات لم يعد عادياً بالإمكان تنظيمه واتخاذ إجراءات عادية، قد تقوم بها إدارة المرور، لقد أصبح الأمر أكبر من قدرة الإدارة، وأنه أصبح درساً، لكل من، أمانة جدة، ولوزارة الشؤون البلدية ومن ثم للإدارة العامة للمرور.
كارثة بكل “المقاييس”
وتشهد وسائل التواصل الاجتماعي، تذمراً واسعاً من الاختناق الذي تشهده “جدة”، وتشير أغلب الانتقادات المدعمة بالصور، إلى حجم الكارثة التي حلت بمدينة جدة، من خلال التكدس والازدحام غير المحتمل، مطالبين بحلول عاجلة.
وقال “عبدالله بن راشد العليي” بأنه ما يحدث من اختناق مروري في جدة، يعتبر كارثة لا تقل عن كوارث الزلازل والفيضانات.
عدم تطبيق نظام المرور
وفي تعليقات المغردين، يتم تحميل إدارة المرور الجزء الكبير من المشكلة، كونها لم تطبق نظام المرور، وأن المخالفات تنشأ من عدم التطبيق، وفقاً لما قاله حساب “أصدقاء المرور” في تطبيق “تويتر”.
وواصل الحساب تعليقاً على صورة تظهر إغلاق شارع كامل، بأنه لعدم الالتزام بالمسار الأيمن المخصص للدوران للخلف “اليوتيرن”.
تداعيات الـ “هدد”
في اتجاه آخر، تؤكد الكتابات التي تناولت اختناقات جدة، ومعاناة السكان منها، أنها تتركز في شمال شرق وشمال غرب ووسط المدينة، وخاصة في فترات الذروة الصباحية والمسائية.
منهم الكاتب هادي أحمد جعفري، الذي كتب في صحيفة مكة مقالاً في هذا السياق، اطلع عليه “السعودية اليوم” أشار فيه إلى أن في هذه الأماكن من جدة مشكلة مرورية غير مدروسة للطرق وخاصة بعد انتقال سكان الأحياء المزالة إلى أحياء شمال وشرق وجنوب جدة، وبشكل كثيف وأغلب أعمالهم ومدارسهم تقع في الجنوب.
تكدس للسكان غير مسبوق
وكون الأمر ناتجاً عن انتقال سكان الأحياء المزالة، والذي أثر عليهم ما يسمى بـ “هدد جدة” أو التي تطلق عليه الأمانة مشروع إزالة العشوائيات، يرى صاحب أحد الحسابات في تويتر أن المشكلة الحالية ليست في تجاوزات السائقين، إنما في تكدس السكان في أحياء معينة بسبب أعمال الهدد.
وقال “وبالتالي زادت الزحمة كما تحصل نتيجة ذلك تجاوزات”، وعن حل هذه المشكلة، يقول “نحتاج إلى تعديل أو تأخير الدوام الحكومي نصف ساعة بجدة وبالتالي يخرج الموظف في الوقت الذي يصل فيه الطالب للمدرسة”.
إلى ذلك نقل حساب “صوت الجزيرة، معاناة الركاب من حالة الاختناق والزحام الحاصل في الطرق، وقال “أصبحت كل الطرق أو غالبها في حالة اختناق، وتحول الطريق السريع بين جدة ومكة إلى مسار بطيء”.
مدينة الزحام
وفي وقت سابق تناولت صحيفة عكاظ الاختناق المروري بمدينة جدة، موضحة أن مشاريع الجسور، لم تفلح في تسهيل حركة المركبات، وتحول طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز إلى بؤرة اختناق مروري، إذ تمتد أرتال المركبات من شرق المحافظة وصولًا إلى طريق المدينة المنورة غربًا، كما لم تنجح كل الحلول في معالجتها رغم تنفيذ جملة من الأنفاق.
كما قالت إن الحركة بطيئة أكثر من مثيلاتها في أحياء التيسير والسامر والحمدانية شرق جدة وطريق الأمير ماجد، فلسطين، طريق الملك، الكورنيش، الستين وطريق سعود الفيصل وصولا إلى مداخل ومخارج أبحر الشمالية، ويقضي قائدو المركبات وقتا طويلا في عبورها، فتحولت بعض «المشاوير» التي لم تكن تستغرق دقائق معدودة إلى ساعات لقضائها.
ونقلت عن أحد المواطنين، قوله “محافظة جدة يجب أن تحمل الآن اسم مدينة الزحام، إذ أصبح السير فيها مغامرة «نقضي ساعات طويلة في الطرق على أمل الوصول إلى المدارس ومقرات أعمالنا، نعيش تحت وطأة الضوضاء والتلوث السمعي».
هل من حل..؟
الكثير من التناولات، أشارت إلى إمكانية الحلول، ولا بد من وجودها، حيث أن الازدحام يحصل مع انتهاء الدوام للموظفين، وخروج الطلاب من المدارس والجامعات. حيث أرجع الكاتب “جعفري” أن شوارع جدة لا تتحمل هذه الاختناقات، كونها غير مؤهلة للازدحام كالسابق، مطالباً بحلول مرورية ودراسة حركة المركبات والكثافات التي تحصل كل يوم في فترات الذروة وعمل حلول عاجلة وتكامل جهود كل القطاعات التي تتولى هذا الموضوع وكل بدوره.
ودعا للإدارة العامة للمرور ووزارة النقل وأمانة جدة وتحت إشراف أمارة ومحافظة المنطقة بسرعة إيجاد الحلول العاجلة وعمل خطط استباقية لمعالجة هذا الازدحام الجديد على محافظة جدة وحث الجهات التي لديها علاقة بسرعة تنفيذ مشاريع النقل العام مثل المترو والباصات الترددية وإنشاء طرق بديلة للشاحنات وكبار وأنفاق وتقاطعات تحل هذه المشكلة التي إن تركت زادت وتفاقمت وكلنا ثقة بالجهات ذات العلاقة في ظل حكومتنا الرشيدة وتحقيقا لرؤية مملكتنا 2030 ونحو جدة عصرية.
واستدرك جعفري قائلاً “ورغم كثرة المقالات والأخبار الصحفية ولكن مازال الوضع كما هو بدون أي بوادر معالجة أو مشاريع لحل هذا الاختناق المروري”.
حلول مؤقتة
في السياق كتب مغرد ” نحن أمام ظرف استثنائي نتيجة مسح جنوب جدة، وانتقال الناس للسكن بمنطقة الشمال، فالحلول تغيير أوقات الدراسة للجامعات والطلاب والموظفين لكي لا تتداخل مما يخفف مؤقتاً مما يحدث”.
لواء متقاعد يقترح
استبعد اللواء متقاعد سالم المطرفي إيجاد حلول جذرية في الوقت الحالي، مرجعاً ذلك لحالة الانتقال المستمر للسكان من جنوب ووسط جدة إلى شرقها، مقترحاً سرعة تنفيذ شبكة النقل العام والحد من استخدام السيارات الخاصة ومنع حركة الشاحنات داخل المدينة والتقليل من حجم مركبات الأجرة والاعتماد على التطبيقات.
كما اقترح لـ “عكاظ” ضرورة توسيع الطرق وإنشاء طرق جديدة ومعالجة التقاطعات والجسور وسرعة مواكبة تزايد عدد السيارات والمركبات، وتحويل مسارات الشاحنات والمعدات الثقيلة إلى خارج المدينة أو تخصيص طرق بديلة.